الهجرة ودورها في توطين الإسلام في أوروبا
إن مفهوم توطين الإسلام لا يقتصر على وجود جالية مسلمة في هذا البلد أو ذاك فحسب، بل على إسلام مقبول وفاعل ومؤثر إيجابيًا، في الحياة اليومية للمجتمعات عامة. كذلك، فإن المطلب هو أن يكون قابلًا للانتشار والتوسع في أي البلد كأنه ابن بيئته؛ بمعنى أنه مَرنٌ مَقبولٌ، غير متصلب، ومُتسامح، وبعيد عن التطرف، ولا يتخلى عن ثوابته في الآن نفسه، بكل تأكيد، ويُشعر أبناء البلد عامة بأنه لا يُهدّدُ أمنهُم ولا استقرارهم، ولا يفرق بينهم إلى درجة الكراهية، وهذه المقومات تتطلب نُخبًا وقيادات من بين أبنائه المُقيمين على هذه الأراضي، بحيث لا يكونون طارئين على ثقافتها. بذلك نكسبُ إسلامًا لا يخشاه الآخرون، لأفكاره أو تطرفه، ويَشعُر أبناؤه بالفخر بالانتماء إليه. كما يمكن أن يكون عونًا لأبناء البلدان الإسلامية الأخرى وقضاياهم، من خلال فاعليته في الرأي العام، والقرار السياسي للدول الغربية التي يتوطن فيها، ومنها المملكةُ المتحدة.
لا يوجد مراجعات