يضم قسم روايات للأطفال واليافعين روايات قصيرة تتخللها أحيانًا رسومات بسيطة مكتوبة للأطفال من عمر 12 سنة فما فوق، وتتميز هذه الشريحة بتقلّص مساحة الرسومات مقابل تمدد مساحة اللغة داخل الكتاب. وتفرد تكوين قسمًا كاملًا لتلك الروايات إيمانًا منها بأن أطفال اليوم هم قراء المستقبل، وبقدرة الأدب الجيد على تنمية مهارات الطفل الإدراكية والإنسانية بصورة عامة.
ومن أهم روايات الأطفال التي نجدها في القسم بعض الروائع العالمية التي تعتبر من كلاسيكيات أدب الأطفال واليافعين والروايات المعاصرة التي حققت نجاحًا كبيرًا بين القراء الصغار مثل: آن في المرتفعات الخضراء، روبن هود، بيتربان، ، روبنسون كروزو، الجزيرة المجهولة: رواية مصورة، كورالاين، المحيط في نهاية الدرب، رحلة إدوارد تولين الرائعة، الحديقة السرية، قلعة هاول المتحركة، مذنب في وادي المومين، هايدي، بوليانا، الأمير الصغير وغيرهم من أهم وأشهر الكلاسيكيات.
ومن السلاسل الشهيرة الأكثر شعبية بين القراء الصغار نجد: سلسلة أحداث مؤسفة، مغامرات طالب رائع حقًا، هاري بوتر، ساحر أوز العجيب وغيرهم من أشهر السلاسل وروايات للأطفال بالعربية وبالإنجليزية.
روايات الأطفال واليافعين في الوطن العربي
يعتبر أدب الأطفال واليافعين من الآداب التي شهدت تطورًا ملحوظًا في الوطن العربي من حيث كثافة الاصدارات وتنوع الموضوعات بالمقارنة مع ألوان أخرى من الآداب. يرجع ذلك لعددًا من العوامل منها اهتمام الناشرين العرب بأدب الطفل سواء بترجمته أو نشر قصصًا عربية برسوم جديدة وعصرية وجذابة.
ومنها أيضًا ظهور عدة جوائز عربية متخصصة في روايات الأطفال وأدب اليافعين مما شجع الكُتاب والرسامين على الاهتمام بهذا اللون الادبي المميز الذي لم يتلق القدر اللازم من الاهتمام في السنوات السابقة. فلم تعرف الأجيال السابقة أقسامًا تخص أدب اليافعين والأطفال مما أدى للجوء القراء الصغار في السابق، لروايات الجيب المبسطة أو الروايات البوليسية أو الروايات الرومانسية.
وعلى الرغم من نجاح تلك النوعيات الأدبية في اجتذاب القراء في الماضي، إلا أن العصر الحديث وما فيه من تحديات كان يستلزم ظهور كتابات خاصة بالفئات العمرية الأكبر من قراءة القصص المصورة، والأصغر من قراءة روايات الكبار، فكان ظهور روايات للأطفال ١٢ سنة أو روايات للأطفال ١٤ سنة، تناقش موضوعات تمسهم ويعيشونها في واقعهم اليومي ضرورة لا بد منها.
وكان لكتابات فاطمة شرف الدين ورانية حسين أمين وسماح إدريس وهديل غنيم وغيرهم من الكتاب دورًا مهمًا في إلقاء الضوء على قضايا تخص الأطفال واليافعين بين ٩ سنوات و١٥ عشر سنة، مثل العنف المنزلي والتنمر والتقبل فضلًا عن التعريف بالتراث القصصي والسردي العربي بطرق حديثة تناسب قراء اليوم.
تحديات أدب الطفل اليوم
على الرغم من التطور الملحوظ والملموس في صناعة النشر فيما يتعلق بروايات الأطفال إلا أنه لازال أمام الناشرين والكتاب والرسامين على حد سواء تحديات كبرى يواجهونها، منها رغبة الأهل في تعويد أبنائهم على القراءة باللغات الأجنبية أكثر من باللغة العربية، ومنها ارتفاع تكلفة إنتاج روايات للأطفال لما تستلزمه تلك النوعية من الكتب من خامات مميزة ورسوم وصور.
كما تأتي اللغة المستخدمة في روايات الأطفال كتحدي كبير ونقاش واسع بين مؤيدي الكتابة باللهجات العامية والمحلية لتقريب الكتابات للقراء الصغار وجعلها أكثر واقعية، وبين رافضي الكتابة باللهجات المختلفة ومؤيدي الكتابة باللغة العربية الفصحى دائمًا من أجل الحفاظ على الهوية العربية وإكساب الأطفال مفردات ومفاهيم جديدة.
في كل الأحوال كلما أُثير الجدل وفُتح مجال النقاش بخصوص تحدي أدبي جديد، أسفر ذلك عن تطوير وتحديث المشهد الأدبي وصناعة الكتاب وهو ما يعود بالفائدة على القارئ في نهاية الأمر.
مراجعات تكوين
نأمل أن تقوموا بدعوة أطفالكم لإختيار كتبهم الجديدة بأنفسهم وإضافة اقتباساتهم المفضلة أو الأفكار الجديدة التي أعجبتهم وتعلموها من روايات الأطفال وروايات اليافعين التي تقدمها لهم تكوين، فيعتادوا على تنظيم أفكارهم ومشاركتها مع الآخرين.
وليتعرفوا على ما يقرأه الزوار الآخرين والقراء الصِغار، فتتعرف نفوسهم الصغيرة التواقة للمعرفة وللتعلم متعة جديدة هي متعة إكتشاف كاتب جديد وعالم سحري في إنتظارهم.