نهاية اللعبة
أولى قراءاتي لبيكيت، نهاية اللعبة.
مسرحية في مكان واحد، هام المقعد الضرير، كلوف يخدمه، ناج ونيل الابوان المقعدان أيضاً ويحبسهما هام في صندوق.
هام يعطي الأوامر لكلوف الذي ينفذها حسب ما يريد هام.
لن أتحدث عن هذه المسرحية إلا بما ورد فيها، كلما أقلب صفحة أجد حواراً صغيراً عميقاً غريباً فلسفياً، وإليكم بعضها:
- كلوف: لماذا تنظر إلي؟
- هام: ليس هناك شخص آخر
***
- هام: كيف حال رجليك؟
- كلوف: سيئة
- هام: لكنك يمكنك أن تتحرك
- كلوف: نعم
- هام: إذن تحرك!
***
- هام: الموج؟
- كلوف: من رصاص
- هام: والشمس؟
- كلوف: عدم
- هام: إنه الليل إذن
- كلوف: لا
- هام: إذن ماذا؟
- كلوف: رمادي
- هام: رمادي! قلت رمادي؟
- كلوف: أسود خفيف يلف الكون
***
- هام: ألا ترى أننا نعني شيئاً
- كلوف: نعني؟ نحن؟ نعني! نكتة!
أيما شيء أراد بيكيت في هذه المسرحية فإنني لم أستطع منع خيالي من سرد مسرحيته بتأويل وطريقة أخرى، أنا مطمئن لما وصلت إليه وإن ناقض كل المسرحية، سأسرد لكم هذه الحكاية:
هام مقعد ضرير، كلوف خادمه، نهاية العالم في لحظاتها ما قبل الأخيرة، لم يتبق في هذا العالم إلا هام، كلوف، ناج، نيل، تم قتل الجارة بيغ، يأمر هام كلوف بأن يضع أبويه في صندوق القمامة لبتخلص منهما، إنه يبحث عن آخر مسافة للبقاء، فإن كانت النهاية تعتمد على الرقم، فإنه يحاول البقاء حتى الرقم الأخير، أو ما قبل الأخير، الأبوان سيموتان قريباً، كلوف يخدمه وينفذ أوامره من باب الشفقة فهو يعلم أنه الباقي الأخير في هذا العالم، الكل موتى خارج المبنى، يرى شخصاً بمنظاره، فيأمره هام بأن يقتله، إثبات لمحاولة البقاء أكثر، سيموت الكل، ويبقى كلوف، الناجي الوحيد من هذا العالم المليء بالجثث، ثم يواجه كل الموتى ويموت كما قال له هام: لن يكون معك أحد، فراغ لا نهائي يحاصرك وكل الموتى يبعثون من كل العصور فلا يستطيعوا سد هذا الفراغ، ولن يكون هناك من يشفق عليك. تنتهي القصة بخروج كلوف من المكان، لتحقيق نبوءة هام، هام الذي يقبل أن يكون الرقم ما قبل الأخير، كلوف هو الأخير، أو بمعنى آخر، هو الرقم صفر في العد التنازلي للعالم، الرقم الذي كرره كلوف مرتين، المرة الأولى عند سؤال هام له: ماذا وجدت؟ فأجاب صفراً، والمرة الثانية بعد فترة: عندما قال كلوف وهو ينظر بالمنظار ولم يجد شيئاً: صفر صفر صفر فقال هام: لا شيء يتحرك، فرد عليه كلوف: صفر
لا يوجد مراجعات