الليل المقبل
لم أشعر أبداً بالوحدة حدّ القنوط كما شعرتُ في تلك اللحظة. الغابةُ التي كانت وادعةً لتوّها، أضحتْ مملكةَ موت. مملكة موتٍ شمالية، ذلك هو الشعور الذي خالجني. الجذوع العارية، الضوء الرماديّ، النَّبتُ الأجرد. صامتة كما في السابق، ولكنّه صمتٌ من نوعٍ آخر.
***
كارل-هيننغ ويكمارك (١٩٣٤-٢٠٢٠): الروائي والمفكّر السويدي الذي اشتهر خارج السويد أكثر مما عُرِفَ داخلَها. درس الفلسفة وعمل أستاذاً في الجامعة قبل الشروع أواخِرَ خمسينيّاتِ القرن الماضي في مشروعه الأدبي الذي تنوع بين الترجمة والرواية والنقد والمسرح. رأت فيه الأوساط الثقافية السويدية تجسيداً لفكرة ”اللامنتمي“، رؤىً وأثراً، رغم ما نالته أعمالُه من تقدير النقّاد.
فازت روايته هذه بجائزة أوغُست، أهم الجوائز المحلية في السويد، كأفضل كتابٍ أدبي لعام ٢٠٠٧. وهي حكايةٌ عن ختامِ الحياة وتأمُّلٌ في أقصى الأسئلة، يصفّي عبرهما هاسّة، راوِيَةُ أحداثِ الرِّوايةِ والشخصُ الرئيس فيها، حساباتِهِ مع ماضيه بكل ما فاتَه فيه، خيباتٍ واتّقاداتٍ، حتّى تلك اللحظة التي جمعته بثلاثة رجالٍ يشاركونه المصير في صالة ٥، أو ”عنبر المحكومين بالموت“، في إحدى مستشفياتِ ستوكهولم: غريبٍ من أقاصي الأرض محجوبٍ عن الأعين، وبُرْيَةَ، المُقامِرِ الذي يراهن على الحياة الأبدية، وهارّي المتشرّد، الوحيد من بين المرضى والأصحّاء هناك الذي انطبقت عليه في لحظةٍ فارقةٍ صفةُ النُّبْل. الأربعة في مواجهة عدوٍّ غالبٍ لا محالة، لكنَّ لكلٍّ منهم حيلةً بات يُعِدُّها لتلك المواجهة.
المترجم
هذا الكتاب جزء من سلسلة أدب سويدي اشتر معاً واحصل على خصم (10 %)
3.50 د.ك
3.50 د.ك
لا يوجد مراجعات