بائع الجمل الأولى
كما ترى، فأنا آلة، لكنني آلة متطورة جدًّا. أنا على اتصال بمليارات الكلمات: كل ما كتب في تاريخ البشرية تقريبًا إمَّا مخزن في ذاكرتي أو تحت تصرفي. فلنبدأ تعاوننا السردي الأول. ماذا تريد أن نكتب معًا؟ رواية، قصة قصيرة، قصيدة، مسرحية، مقالة؟ يرجى الضغط على الخيار الذي يناسبك.
***
يقول غي كورتوا، الشخصية المحورية والغامضة في هذا العمل، إنَّ الرواية الجيدة تمثل انتصارًا على الزمن، لأنها ترافقك مدى الحياة، وتبقى معك، مواصلةً وجودها. كما يؤكد المؤلف ماتي فيشنيك أن رواية ما بعد الحداثة عمومًا تُمثِّل تعبيرًا عن العشق اللَّامتناهي للأدب. ليضيف المترجم، أن رواية «بائع الجُمل الأولى»، وإن كانت عصية على التصنيف، ديستوبيا فريدة من نوعها، تتجاوز استشراف مستقبل البشرية، لتناقش، بسخرية بارعة، مستقبل أدبها، مع دخول الذكاء الصناعي على خط الإبداع البشري، وإمكانية تحول الرواية من عصارة ذهنية متفردة، إلى مجرد خانات بعدد الصفحات ونوعية الشخصيات المطلوبة، تختار منها ما تريد، على أن تتكفَّل الآلة بالكتابة.
الناشر
اقتباسات من رواية «بائع الجمل الأولى» لـ ماتي فيشينك
الجملة الأولى في روايةٍ ما هي تلك الصرخة الطائشة التي تسبق الانهيار.. والشرارة التي تطلق سلسلة من ردود الأفعال.. لا يمكن للجملة الأولى أن تكون بريئة أبدًا. إنها تحمل بذرة القصة والحبكة بأكملها. الجملة الأولى أشبه بكل الممكنات في شكلها الجنيني، أو اعتبرها حيوانًا منويًا محظوظًا، لو سمحت لي بهذه المقارنة..
الكلمات الأولى في الرواية هي صرخة البحَّار الذي يطل على البحر من أعلى قمة السفينة، معلنًا ظهور اليابسة في الأفق.
أنا شخصياً أكره المكتبات الكبرى المرتبة كتبها وفق الموضوع أو الترتيب الأبجدي لأسماء المؤلفين. ما الداعي إلى ترتيبها أو تضييع الوقت بحثًا عن صيغ جديدة للترتيب؟ رواية، دراسة، قصص، سير ذاتية.. كُتّاب أجانب، كُتّاب محليون.. هذه لا تعدو كونها محاولات رنانة لإدخال صفحات تحمل هويات متعددة في خانات محددة سلفًا. أحيانًا، تكون بعض السير الذاتية روايات مغامرات رائعة، وقد تكون بعض الروايات في جوهرها دراسات متنكرة.. الحياة نفسها مصممة على هذا الشكل، من لدن الخالق الأعظم للفوضى.
هذا الكتاب جزء من سلسلة كتاب وملصق اشتر معاً واحصل على خصم (10 %)

5.50 د.ك

0.75 د.ك
لا يوجد مراجعات