أخلاق الحداثة
لا أقوم في هذا الكتاب بتقصي التأملات الإبستمولوجية بمجرد الوقوف عليها فقط، ولكن لأوضح بشكل أساسي كيف أن الفلسفة الأخلاقية في واحدة من المشكلات المحورية التي تركز عليها في أيامنا هذه لا بد من أن تكون على اتفاق مع الحداثة. إن العنصر الأكثر تميزًا في الأخلاق الحديثة هو الفكرة القائلة بأننا جميعًا خاضعون لنوع من الأوامر الأخلاقية الملزمة، والتي تملي علينا كل ما يمكن أن يعبِّر عن اهتماماتنا المتنوعة، لكن مع ذلك هنالك دومًا اتجاه خفي من الشك أعلن عن نفسه بوضوح متزايد في السنوات الأخيرة بشأن ما إذا كان في استطاعة هذه النظرة الأخلاقية أن تكون سلطوية حقًا بالنسبة لنا، خاصة مع الأخذ في الاعتبار تراجع رؤى العالم الدينية. ويمثل هذا الاهتمام منبع الحنين لأخلاق الفضيلة، أو الأسلوب الأخلاقي القديم الذي ذكرناه من قبل، وكما أجادل في الفصلين الأول والثاني، فإن هنالك صعوبات لا يمكن تخطيها تقف في وجه العودة إلى مثل هذه الأنماط القديمة من الأخلاق، ومع ذلك يمكننا أن نتفهم أهمية هذه العقبات فقط في ضوء مفهوم عن الفلسفة يتميز بالحساسية التاريخية، مثل المفهوم الذي قمت بوصفه، وذلك لأنها (أي العقبات) تتضمن مكونًا أساسيًا من مكونات الفهم الحديث لذواتنا.
لا يوجد مراجعات