علم النفس السردي
يبحث مجال علم النفس السردي في قيمة القصص وروايتها، لإعطاء معنى لتجارب الأفراد من خلال تشكيل ذاكرتهم للأحداث الماضية، وفهمهم للحاضر، وتوقُّعاتهم للأحداث المستقبلية؛ من أجل التعرُّف على أنفسهم وحياتهم. فهو ينطوي على عملية قياس السلوك البشري وتفسيره. ويعد أيضًا منظورًا أو تركيزًا داخل علم النفس، وليس تخصُّصًا منفصلًا؛ إذ هو التسمية الشاملة للمناهج السردية في مجموعة متنوّعة من مجالات البحث في علم النفس، مثل علم نفس الشخصية وعلم نفس النموِّ وعلم النفس الاجتماعي وعلم النفس الإرشادي وعلم النفس التنظيمي.
إنَّ الفكرة الأساسية لعلم النفس السردي هي أنَّ البشر يفهمون عالمهم وذواتهم قبل كلِّ شيء من خلال السرد والتطوير والتنظيم للمعرفة والذكريات والنيَّات وتاريخ الحياة والهُويَّات الشخصية في أنماط السرد.
بدأ علم النفس السردي في الثمانينيَّات لاستعادة الدافع الأصلي لما يُسمَّى بالثورة المعرفية في الخمسينيَّات من القرن الماضي، التي تتناول كيفية بناء الناس للمعنى. ويدرس علماء النفس المهتمُّون بالسرد كيف يخلق البشر معنى من التجارب من خلال تصوير أنفسهم بوصفهم أبطالًا في القصص. ويعتقد علماء النفس السردي أنَّ القصص - وليس الحجج المنطقية - هي الوسيلة الأساسية التي ننقل من خلالها المعنى والقيم. كذلك يؤكِّد علماء النفس السرديون أنَّ السردَ هو المفهوم المناسب لتحليل التنظيم البشري للعمل والخبرة عبر الزمان والمكان…
لا يوجد مراجعات