واسلالا ذاكرة المستقبل
ألقت برأسها إلى الخلف، ورفعت ذراعيها. كانت تجلس على الرصيف، تتمطى مقوسة جسدها. جالت بنظرها على المنظر الطبيعي الممتد أمامها. كانت المياه ما تزال عكرة قليلاً بسبب مخلفات الشتاء، في النهر الذي يتسع أثناء مروره أمام المزرعة، تتوزع في منتصفه، جزر صغيرة مغطاة بالنباتات وأشجار النخيل والشجيرات والقصب التي تعطي انطباعاً عن المسار الذي فتحته الأشجار للانتقال إلى الجانب الآخر. كانت تضفي نباتات المانغروف الكثيفة بأوراقها الملتفة وجذوعها، وسيقانها الكثيرة، في ذلك الوقت من الصباح، أجواءً بيضاء وغامضة من سماء قريبة من الأرض. على الضفة المقابلة، على القمة، كان الضباب يتلاشى إلى فضاء وارف. كانت طيور مالك الحزين تُغرق مناقيرها الطويلة في الماء، وتحرك نفسها على قوائم طويلة ورفيعة مثل الفتيات اللواتي يخشين أن تتبلل تنوراتهن.
لا يوجد مراجعات