السياسة
يمكن ان يقال ان أرسطو هو منظم العلم في الزمن القديم كما انه كان يعد ذلك مربي القرون الوسطى ، وإذا كان يدين بكثير إلى من تقدموه في معظم اعماله فإنه هو وحده الذي عرف ان يشيد آثارا تعليمية منتظمة.
إنه يدرس الدول كما قد درس الكائنات الأخرى واتبع في السياسة نمطه العادث كمايسارع إلى التصريح به منذ السطور الأولى من مؤلفه، وهذا النمط إنما هو التحليل.
في علم السياسة كما في سائر الفلسفة قد اتخذ من دراسة التاريخ قانونا صريحا ورفعا بوصاياه وبفعله حتى جعلها منهاجا. وقد خص الكتاب الثاني من السياسة كله بالامتحان النقدي للنظريات السالفة ولأشهر الدساتير. يسائل ارسطو أسلافه، لا ليفندهم ، كما زعم النقاد، ولا لكي يظهر لألاء ذهنه على حسابهم كما يبرئ نفسه من ذلك بل ليجمع ما يمكن ان تشمله هذه النظريات وتلك الدساتير من طيب قابل للتطبيق مجانبا لمافيها من خبيث.
لا يوجد مراجعات