في قلعة ذي اللحية الزرقاء
»لماذا تبذل جهود مضنية لإعداد وتلقين ثقافة إذا لم تفعل إلا قليلاً من أجل إقامة سد في وجه تقدم اللاإنساني، وإذا اشتملت على ضروب من الغموض العميق، بلغت، أحياناً، درجة الحث على البربرية؟...هل من قبيل الحدث العرضي أن تكون لعدد واسع من الحضارات المتباهى بعرضها، في أثينا بيريكليس، وفلورنسا المديتشيين، وإنجلترا الإليزابيثية، وفرساي القرن العظيم، وفيينا موزارت، صلة تلازم وثيق مع سياسة الاستبداد أو الحكم المطلق، ومع نظام متحجر من الطوائف المنغلقة، وفي حضور مكتنف لها من عامة خانعة؟ ... كم من طاقات الثقافة تتغذى من العنف المهذب والمكبوح الجماح، الذي يظهر مع ذلك للعيان على نحو احتفالي في المجتمع التقليدي أو القمعي!».
»إننا لا نستطيع أن نرجع إلى الوراء، ولا نستطيع أن نختار أحلام الجهل؛ ولسوف نفتح، فيما أتوقع، الباب الأخير في قلعة ذي اللحية الزرقاء، حتى لو أفضى، أو بسبب كونه سيفضي؛ إلى حقائق فوق طاقة الفهم والتحكم البشريين؛ سنفتحه بذلك الاستبصار الحزين الذي أجادت التعبير عنه موسيقى بارتوك؛ لأن فتح الأبواب ميزة وجدارة تراجيدية لهويتنا».
لا يوجد مراجعات