مجرد رحمة
عندما غادرت البلدة ، كانت الشمس تودعها وتتركها للظلام الذي هبط عليها عبر المناظر الطبيعية في المقاطعة كما هو الحال منذ قرون. سيعود الناس الآن إلى منازلهم ، و سيمرون من نفس الشوارع ولكنهم لن يسيروا في نفس الطرق، فالبعض سيسيرون في طرق معبدة بالرفاهية ومحفوفة بالدلال ليصلوا إلى منازل مريحة للغاية حيث يمكنهم الاسترخاء ببساطة بهدوء الليل والشعور بالأمان والفخر بمجتمعهم. ولكن البعض الآخر، مثل دارنيل وعائلة والتر سيسيرون في نفس الشوارع أيا، إلا أن طريقهم ستكون محفوفة بالظلام ومسورة بالخوف من الغد ومعبدة بالقلق على مصيرهم ومصير من يحبون ليصلوا إلى منازل أقل رفاهية، ولن يرتاحوا بهذه السهولة ، فليس لديهم أسرة مرفهة مكسوة بأغطية من حرير ومخدات من ريش النعام، ليناموا ملأ جفونهم ولن تكون لديهم القدرة ليفخروا بمجتمع لا يشعروا فيه بدفيء الأمان، كما أن الظلمة لا تمثل بالنسبة لهم ، الراحة والهدوء بل تجلب قلا مألوا لهم ، وشا مليا بالحذر، وخوا مستما قديا قدم المقاطعة نفسها ؛ الانزعاج الذي طال أمده وثبت أقدامه في نفوسهم يستحق المناقشة ولكنه مرهق للغاية ولن ينسى. قدت السيارة بأسرع ما يمكن، فقد كنت أحاول الفرار من أفكاري وبناتها اللاتي أرهقتني و أتلفت أعصابي.
قد يكون بريان ستيفنسون، بالفعل مانديلا أمريكا، فهو من قاتل القضاة والمدعين العامين والشرطة لعقود من الزمن نيابة عن أولئك الفقراء والسود أو كليهما. إنه محام بارع وناشط في مجال العدالة الاجتماعية ومؤسس ومدير تنفيذي لمبادرة المساواة في العدالة وأستاذ مقيم في كلية الحقوق بجامعة نيويورك. بعد تخرجه من كلية الحقوق، عاد إلى أعماق الجنوب لتمثيل الفقراء والمساجين والمدانين والدفاع عنهم. وفي الثلاثين سنة الأخيرة اقترب من الناس الذين أُدينوا وحُكم عليهم بالإعدام خطأً، "علمني هذا القرب بعض الحقائق الأساسية المتواضعة، لاسيما هذا الدرس الحيوي: (أننا أكبر بكثير من أسوء أفعالنا إطلاقاً.)". مثّل خلال عمله الكثير من الأطفال المحكومين كبالغين، والكثير من النساء والمعاقين ذهنياً وضحايا جرائم العنف وأشخاص مثل والتر ماكميلان الذي يروي قصته في هذا الكتاب. وهو رجل أسود وقع في حب امرأة بيضاء في فترة كان الإعدام هو الرد الطبيعي على الرومانسية بين الأعراق.
لا يوجد مراجعات