وحدها شجرة الرمان
في وحدها شجرة الرمان يضعنا الروائي أمام جدلية الحياة والموت. أبطال روايته عبارة عن جثث تنتظر دورها، وكأنه نص مفتوح متعدد الحفر يغوص في المناطق الغامضة والمعتمة في حياة الإنسان العربي الذي أصبح أمام امتحانات تتكرر كل يوم، وكأنه أمام ملهاة أكثر منها مأساة.
صدرت الرواية عن منشورات الجمل ضمن روايات عربية متميزة تضم باقي أعمال سنان أنطون. الجدير بالذكر أن الرواية تُرجمت للانجليزية والفرنسية وعدد من اللغات كما فازت بجائزة بانبيال في ٢٠١٤ وجائزة الأدب العربي في فرنسا عام ٢٠١٧.
نبذة عن رواية وحدها شجرة الرمان
تنفتح رواية الكاتب العراقي سنان أنطون وحدها شجرة الرمان بسردية حكائية بسيطة تفاجئك احياناً بانعطافاتها إلى صور حلمية فنتازية، متقطّعة بحسب خطوات السيناريو السينمائي، على مشهديات الموت الذي يلتهم قلب بغداد المحتلة، والذي يظل ماثلاً أمام ناظري جواد الذي يمتهن غسل الأموات وتكفينهم، بعد أن تعلّم أصول المهنة ومبادئها وأسرارها على يدي ابيه. وهي مهنة توارثتها العائلة منذ زمن بعيد.
غسل الموتى هذا كان يجري قبل الاحتلال الأميركي للعراق على رسله وطبيعته المعتادة. بوطأة الحرب الضروس، والاقتتال بين أبناء البلد الواحد جماعات وأفراداً، ازدادت وتيرة القتل ازدياداً ملحوظاً، واتخذ شكل الموت ضروباً مروعة من التمثيل بالجثث والتنكيل بها، طعناً وخنقاً وحرقاً وبقراً وتقطيعاً.
وقد وصل الأمر بجواد انه تبلبل واحتار بكيفية غسل رأس مقطوع بلا جثة، وجسد قُطّع بمنشار كهربائي غسلاً طقوسياً يفترضه الشرع الإسلامي قبل الدفن.
اقتباسات كتاب وحدها شجرة الرمان
كنت اظن ان الحياة والموت عالمان منفصلان بينهما حدود واضحة لكنني الان اعرف انهما متلاحمان. ينحتان بعضهما البعض. الواحد يسقي الاخر كأسه. أبي كان يعرف هذا وشجرة الرمان تعرف هذا جيدا، انا مثل شجرة الرمان لكن كل اغصاني قطعت وكسرت ودفنت مع جثث الموتى. أما قلبي فقد صار رمانة يابسة، تنبض بلموت، وتسقط مني كل لحظة في هاوية بلا قرار.
لا يوجد مراجعات