في حاجة الشرق إلى ثورة بنيوية فلسفية
في حاجة الشرق إلى ثورة بنيوية فلسفية هو كتاب فلسفي لواحد من أهم المفكرين العرب في زماننا، حسين حيدر، وفيه يطرح افكاره عما تحتاجه أوطاننا من ثورات فكرية عامة وذاتية.
صدر الكتاب ضمن مجموعة كتب فكر وفلسفة عن منشورات تكوين.
نبذة عن كتاب في حاجة الشرق
لو تأملنا حال وجود الإنسان الزمني في صورته الطبيعية المدنية، والكيفية التي يتفاعل بها مع العالم، والطريقة التي يرى نفسه فيها، للاحظنا أن هذا الوجود محاط بمعنى ما عن الوجود، بما في ذلك وجوده، وهو معنى يقف بين هذا الإنسان والعالم، وبينه وبين نفسه.
يتعزز دور هذا المعنى (الذي يأخذ صورة منظومة معنوية) في الوجود الإنساني عندما يحمل تصورًا قطعيًّا ماورائيًّا عن الحقيقة -عن طبيعتها ومصداقها- يفرض على الذات نحوًا من أنحاء الوجود وأفقًا من آفاق الإمكان، وبذا يكون محددًا - بصورة غير مباشرة - لماهيته ولرؤيته للوجود ولمعنى ونحو وجوده فيه.
بالنسبة إلى تلك الذات التي تنطلق في فهمها للوجود من الموقف الطبيعي، يتصف هذا المعنى بالواقعية، ومن هذا الاعتبار له عندها مقام المرجعية الفكرية والأخلاقية. لكن لا تلبث تلك العلاقة الوطيدة ما بين الذات وهذا المعنى أن تهتز - معرفيًّا ووجدانيًّا - ما إن تضع الذات هذا المعنى موضع فحص وتأمل، معلنة خروجها من الموقف الطبيعي السلبي إلى ذاك الفلسفي الإيجابي النقدي.
وإذا أدركت الذات، بعد ذلك، اختلالًا نظريًّا وعمليًّا في هذا المعنى بحيث يؤدي إلى نزع صفة الحقيقة المطلقة عنه وتمثيله للواقع، فربما ستسعى بعد ذلك إلى العثور أو صياغة معنى آخر يتجاوز مواطن القصور في المعنى الذي وجدت نفسها فيه.
اقتباسات من كتاب في حاجة الشرق
بمجرد أن سالت الفلسفة عن حقيقة الوجود وطبيعة القيم الاخلاقية وماهية الإنسان فإنها بهذا الاستفسار قد كشفت عن إمكانية المعرفة وأبطلت في نفس الوقت حق المطلق المتعالي على الزمان والمكان في التفرد في الإجابة على السؤال عن حقيقة الوجود وطبيعة وجود الإنسان.
ليس من مهام الفلسفة دعم وتثبيت الكيانات الماورائية التقليدية التاريخية عبر تقديم براهين منطقية عقلية بل فحصها وتقييمها ونقدها.
فاللغة - موضوع النظر هنا - مفرداتها وقضاياها، مرتبطة بالتجارب والخبرات التي مر بها مجتمع ما، وهي بهذا تعكس مدى الإدراك والوعي والشعور الذي وصل إليه المجتمع. فالتجربة التي يخوضها مجتمع ما، تنعكس تلقائيا على مادة وطبيعة لغته.
لا يوجد مراجعات