رسالة في التحلل
كان ايميل سيوران قد عرض علي دار النشر الفرنسية جاليمار في العام 1947 مخطوط كتابه "رسالة في التحلل" فقبلت الدار نشره إلا أنه استعاد المخطوط وأعاد الاشتغال عليه ولم ينشره إلا بعد سنتين.
وقوبل الكتاب الأول لسيوران بحفاوة نقدية إلا أن التوزيع كان محدودًا جدًا، وظلت تلك حال كتبه طوال 30 عامًا، ربما لأنه كان نقيض سارتر سيد المشهد وقتها.
صدر كتاب رسالة في التحلل بترجمة بديعة لـ آدم فتحي عن منشورات الجمل ضمن كتب فكر متميزة تضم باقي كتابات سيوران.
نبذة عن الكتاب
ومما جاء في الكتاب نقرأ: ليس مِنْ فِكْرَةٍ إلاّ وهي مُحايِدةٌ أصْلًا أو ينبغي لها أن تكون. إلاّ أنّ الإنسان ينفخ فيها الروح ويبثُّها نزواته ولوثاته، فإذا هي، وقد تدنّست وتحوّلت إلى عقيدة، تتغلغلُ في الزمن وتتّخذ هيئة الحدَث: يكتمل العبور من المنطق إلى الصَّرَع. هكذا تُولَدُ الإيديولوجيّات والمذاهب والمهازل الدمويّة.
أما المتعصب فإنه غير قابل للإفساد: إذا كان في وسعه أن يقتل من أجل فكرة فإن في وسعه أيضًا أن يعرض نفسه للقتل من أجلها. إنه غول في الحالتين طاغية كان أم شهيدًا.