الأعمال الشعرية الكاملة بدر شاكر السياب
صدر ديوان الأعمال الشعرية الكاملة بدر شاكر السياب في مجلدين يباعا معًا بغلاف مقوى في نسخة بديعة عن منشورات تكوين في طبعة مشتركة مع دار الرافدين، ضمن كتب شعر عربي متنوعة تسعى لإعادة احياء أهم الدرر الأدبية في تاريخ الأدب العربي.
نبذة عن الأعمال الشعرية الكاملة لـ بدر شاكر السياب
وكم ناديتُ في أيّام سُهْدي أو لياليهِ: "أيا أمي ، تعالى فالمسي ساقي واشفيني" . يئنُ الثلج ، والغربان تنعب من طوىً فيه، وبين سريري المبتل حتى القاع بالأمطار وقبرك ، تهدر الأنهار وتصطخب البحار إلى القرار يخضّها الأعصار . أما حملت اليك الريح عَبْرَ سكينةِ اللّيْلِ بُكاءَ حفيدتيكِ من الطوى وحفيدكِ الجوعان؟ لقد جعنا وفي صمتٍ حملنا الجوع والحرمان ويهتك سرَّنا الأطفال ينتحبون من وَيْلِ أفي الوطن الذي آواكَ جوع ؟ أيُّما أحزان تؤرِّقُ أعينَ الأموات؟
عن الشاعر
بَدْر شاكِر السيَّاب شاعر عراقي، ولد في قرَية جِيْكُور في محافظة البصرة جنوب العراق (25 ديسمبر 1926 - 24 ديسمبر 1964)، يعد واحدًا من الشعراء أهم مؤسسي الشعر الحر في الأدب العربي، وصاحب أهم الأفكار المجددة في الحقل الشعري.
كان بدر شاكر السيّاب هو رجل الحرمان الذي أراد الانتقام لحرمانه من الناس والزمان، فانضوى إلى الشيوعية لا عن عقيدة فلسفية بل عن نقمة اجتماعية، وراح يطلب فيها ما لم يجد في بيئته من طمأنينة حياتية، كما مال إلى الشرب والمجون يطلب فيهما الهرب من مرارة الحياة والذهول عن متاعبها؛ وكان إلى ذلك مفرط الحساسية يشعر بالغربة ولا يجد له في المجتمع مُستَقَراً.
وينظر إلى الوجود من خلال غربته النفسيّة ومن خلال فرديّته التي كانت تحول دون اندماجه في المجتمعات التي عاش فيها؛ وقد حاول أن يجد في المرأة ما يزيل من نفسه شبح الغربة فخاب أمله ونقم على المرأة ورأى أنها تقود الرجل إلى الهاوية؛ وكان من أشدّ الناس طموحاً، ومن أشدّهم ميلاً إلى الثورة السياسية والاجتماعية، ولكن تقلُّبات الأحوال والأيّام وصراعات الشعوب والحكّام ملأت نفسه اشمئزازاً، أعانه على ذلك ميل في أعماقه إلى التشاؤم، وعُقد نفسية وأمراض ونكبات زادته نقمةً وحدّةً وهياجاً.
شعر بدر شاكر السيّاب يقف من الشعر الحديث موقف الثائر الذي يعمل على قلب الأوضاع الشعريّة, ونقل الشعر من ذهنية التقليد وتقديس الأنظمة القديمة إلى ذهنية الحياة الجديدة التي تنطق بلغة جيدة، وطريقة جديدة، وتعبّر عن حقائق جديدة. وساعدَ السيّاب في عمله جرأة في طبيعته، وتحرُّك اجتماعيّ وسياسيّ ثوري هز العالم الشرقيّ هزاً عنيفاً، ثم انفتاح على أدب الغرب وأساليب الغرب في التفكير والتعبير.
وقد أوضح شعر بدر شاكر السياب ثورته التي قام بها في مجتمعه، فحوّله من نظام العروض الخليلي إلى نظام الحرية، وأخرج الأوزان القديمة من قواعدها المألوفة إلى أوزان أملَتْها عليه معانيه ونبضات وجدانه، وتصرف بالتفاعيل والقوافي وفاقاً للمزاجيّة الشعريّة التي يوحي بها مقتضى الحال، هذا فضلاً عن التيارات الفكرية والتحليلات العميقة التي زخر بها شعره وانساق في مجاريها انسياقاً فُراتيّاً يمتدّ امتداداً حافلاً بالغنى ومتأججاً بتأجّج العاطفة والحياة والخيال التي ينطلق منها. (ويكيبيديا).
لا يوجد مراجعات