فلسفة الدين فى الفكر الغربى
إن هذا الكتاب لا يتحدث عن تاريخ الأديان أو عن حقيقة دين معين، بل هو كتاب يتحدث عن الدين بشكل عام من حيث التطرق إلى حقيقة مفهوم الدين من وجهات نظر مختلفة، كما يتطرق إلى موضوع نشوء النزعة الدينية عند الإنسان القديم، وما هي العوامل التي أثرت في نشوء الحس الديني الأول من وجهات نظر متنوعة، كذلك يتطرق إلى طبيعة اللغة الدينية وماهيّتها ومدى اختلافها عن لغة العلم والأدب ولغة الحياة الاعتيادية، كما يتناول الكتاب العلاقة بين الدين والفلسفة من زوايا مختلفة، وصولاً إلى بيان ماهية فلسفة الدين وما الفرق بينها وبين علم الكلام أو علم اللاهوت وما هي موضوعاتها والعلوم التي يُستفاد منها في هذا المجال، ثم انتقل لبيان مقولات فلسفة الدين المتمثلة من وجهة نظري الشخصية بمشكلة الألوهية، ومشكلة التجربة الدينية، ومشكلة الشر، ومشكلة عالم ما بعد الموت، ومشكلة صلة الدين بالأخلاق.
إن فلسفة الدين تعني الرؤية العقلية النقدية للموضوعات الدينية، في محاولة منها لغرس بذرة الوعي الديني على وفق منطق عقلي سليم؛ بما يُسهم في التقريب بين الديانات السماوية والوضعية عن طريق إيجاد مشتركات عامة بينها، ولا تُحسب فلسفة الدين ضمن المنظومة الدينية، على الرغم من أنها تُعنى بدراسة الموضوعات الدينية، بل تُعد مبحثاً من مباحث الفلسفة شأنها في ذلك شأن فلسفة الأخلاق وفلسفة الجمال وفلسفة العلم وما شاكلها، أي أن المادة الأولية تؤخذ من الدين نفسه، لكن الأدوات المنهجية التي تستعمل في تحليل تلك المادة وفهمها تؤخذ من الفلسفة؛ فتفتح حديثاً فلسفياً يبحث في معقولية الموضوعات الدينية وكيفية إثبات تلك المعقولية.
لا يوجد مراجعات