الحرية
شكلت الحرية إحدى أهم القضايا الفلسفية التي استأثرت باهتمام الفلاسفة منذ سقراط إلى اليوم، ويعود ذلك إلى كونها محددا رئيسيا للكائن الإنساني الذي لا يمكن أن يحقق غاياته من دون يقينه التام بكونه حرا، لكن ما الذي يوجب التفكير، اليوم في الحرية؟ أليست الحرية مجرد؟ وما قيمة الحرية في ظل رسم حدود وضوابط لها؟ وهل تستطيع الذات الإنسانية الفصل بين مستويي الطبيعة ( أو الوجود )؛ والفعل في سلوكاتها ورغباتها؟ أليس العالم، بما فيه الإنسان، محكوما بمكنيزمات وحتميات ثابتة؟ وما هي قيمة وحدود الحرية التي أغذقتها العولمة والتقنية على الإنسان؟ أليست التقنية والعولمة في حدِّ ذاتيهما أدوات للتحكم والقهر؟ وكيف يمكن تحقيق التوازن ( على المستوى الإجتماعي )؛ بين الميول والحريات في المجتمع المعاصر؟ وما هي المشكلات التي واجهت الفلاسفة والمفكرين وهم بصدد التأمل في إشكالات مفهوم الحرية، هي مشكلة تعريف المفهوم؛ إذ الملاحظ نزوح التحديدات نحو جهات محددة، يظهر معها حينئد متسما بالغموض واللبس المزدوجين. إلاّ أنَّ هذه السمة ليست غريبة عن المفاهيم الفلسفية، ولعل ذلك ما يوجب التفكير والتأمل في الإشكالات والقضايا ذات الصلة بالوجود عامة والإنساني على وجه الخصوص.
لا يوجد مراجعات