مذهب السيف ومذهب الحب
ربما ولأول مرة، في تاريخ النقد العربي الحديث، تكرس دراسة كاملة بهذا العمق، وبهذا الشمول، لعمل فني واحد، وعمل روائي بالذات..!
لقد اعتاد النقاد، أن يدرسوا كاتباً، أو فناناً، لكي تكون دراستهم بمثل هذا العمق، وهذا الشمول.. إلا أن الآية قد انقلبت في (مذهب للسيف.. ومذهب للحب). فجاءت هذه الدراسة لأثر أدبي روائي، أكثر من كونها لكاتب روائي.
ومن هنا كانت هذه الدراسة ذات شخصية متميزة، وذات طرح نقدي تنقيبي، علمي، جديد..!
ولقد حاولت هذه الدراسة من ناحية أخرى، أن تكون (فعلاً نقدياً) يستهدف القارئ بالدرجة الأولى.. فإذا كان تعريف (كتابة الكتابة) هو أفضل تعريف لـ(فعل النقد)، فإن هذه الدراسة تطرح هذا المنهج النقدي الذي بين أيديكم، لكي تؤكد أيضاً، أن (الفعل النقدي) وهو أيضاً (قراءة القراءة). وأن (فعل الكتابة) و(فعل النقد) يجب أن يكونا موجهين للقارئ، وليس لمثقف النخبة فقط.. ذلك المثقف الذي توجه إليه معظم (أفعال النقد) الآن، كما في الماضي. فالقارئ العادي، صاحب القاعدة القرائية العريضة، يجب أن يكون هو المستهدف دائماً: كتابة ونقداً..
وهذه الدراسة قد عنيت بهذه القاعدة القرائية العريضة، كما عنيت من قبلها أعمال نجيب محفوظ الروائية كلها..
وبذا تكون (الكتابة) و(كتابة الكتابة) قد انطلقتا من قاعدة واحدة، ووجهتا نحو قاعدة واحدة أيضاً.
لا يوجد مراجعات