ابنة بونابرت المصرية
بين الرواية والتاريخ يتحرك شربل داغر في عمله الإبداعي "إبنة بونابرت المصرية" ينقل بتقنية الفن الروائي الوقائع والأحداث بدقة وموضوعية وصدق، الصدق الفني الذي تحتاجه الرواية، ما يجعل من هذا العمل شرفة يطل من خلالها على مرحلة معينة من التاريخ العربي والأوربي معاً.
تدور أحداث الرواية بين العام 1811 والعام 1825، في أماكن روائية هي مرسيليا والقاهرة وغيرها من بلدان. أما الزمان فهو بعد حملة نابليون بونابرت إلى الشرق، وبأحداث تتجه نحو شواطىء الإسكندرية وأسوار عكا، وفي "ميدان غوفيه" بمرسيليا وفي أحد الفنادق المطلة على المرفأ فيها، في "القلعة" كما في بولاق في القاهرة. هي أحداث لا تشبه جاري الأيام في عهد المماليك، ولا في حياة "ثوار" فرنسيين وجدوا أنفسهم "محتلين" ، وفي "امبراطورية" بدل "الجمهورية" . وهذا ما جعل شخصيات الرواية تلتقي مع بعضها البعض لأول مرة، فوق أراضي المعارك أو في عتمة الأزقة والغرف، بأزياء وسلوكات ومآكل مختلفة، في لقاءات عنيفة أو فجائية، من دون أن يستطيعوا تبادل أي كلام بالضرورة.
هي رواية فنية بالتفاصيل والوقائع، تجمع بوقائعها وأحداثها وشخوصها بين بونابرت ومحمد علي باشا وملوك وأميرات وضباط وكهنة ومترجمين ومهندسين من مدن فرنسية مختلفة، ومصريين وأثيوبيين و "شوام" من حلب وبيروت ويافا، يلتقون، مع زوجاتهم وعشيقاتهم وخدمهم، على أرض المعارك، وفي السفن الحربية والتجارية العابرة مدى المتوسط. تجمع الرواية من كانوا لا يجتمعون قبلاً، ما يبدل مصائر شعوب وأفراد، وتبرز من بين السطور قصة "نور" الطفلة الوحيدة "فوق عتبة تاريخها الشخصي، تبلل عزلة مؤرخين وهي لما تبلغ مراهقتها ، (...) تسرق "دفاترهم" لكي تستطلع ما يمكن أن يدلها على سيرة أمها الغائبة، وأبيها المجهول!". ليثور السؤال في ذهن القارىء هل لبونابرت إبنة مصرية؟.
لا يوجد مراجعات