شهوة الترجمان
يتم التحاق الدكتور جهاد، أستاذ الترجمة الأدبية، بجامعة ستراسبور الفرنسية لتمضية سنة أكاديمية، على إثر قبوله بمسابقة تقدم إليها أكثر من شاب من المتعاملين مع "المكتب الإقليمي" للفرنكوفونية، وقد قضت باقتراح موضوع بحثه ليتم استكماله في فرنسا وقد قدم اقتراحه على "دائرة الدراسات الشرقية" القيام ببحث يتناول سياسة الترجمة لدى المترجم الفرنسي أنطوان غالان، المترجم الأوروبي الأول لـ "ألف ليلة وليلة".
يبدأ الدكتور جهاد حياته الجامعية الإعتيادية بين الطلبة والبحث الأكاديمي ثم ما يلبث أن يواجه سلسلة من الأحداث المفاجئة يكتشف فيها عوالم جديدة لشخصيات أخرى يتم فيها خروجها عن هويتها السابقة، صوب هوية أخرى، لا تشبه الأصل ولا تتقيد به، كما لو أنها شهادة، مترجمة ومصدقة، من دون موافقة الأصل.
وهكذا من خلال شخصية جهاد وشبكة العلاقات التي ترتبط به في العالم الجديد يفكك شربل داغر الكثير من آليات الإغتراب والعنف والعنف المضاد مستحضراً ما يجري في أكثر من بلد عربي بما فيها بلاده، حيث يتداخل الخاص مع العام في الرواية، ويرخي الماضي بظله على الحاضر، فيغدو الأخير أسيراً له.
من هو جهاد لبنان وستراسبور؟ وما هو موقعه في عالم يعايش وقائعه الدامية في عام 2014، حتى بات إسمه عنواناً لـ "الجهاد العنفي" ؟!!
من عوالم الرواية نقرأ:
بلغ إسمي ستراسبور قبل وصولي إليها سنوات. بلغَها من دون صورتي. بلغَها محرّفاً، ما لا قدرة لي على تصحيحه، كتابياً على الأقل.
روزالين، سكرتيرة الدائرة، كتبته في يومي الأول في الجامعة: (DJHAD) ، ما يمكن كتابته بالعربية: د. جهاد . موظف المكتب العقاري، لما وقعتُ معه عقد إيجار الشقة، كتبه مثلها؛ ولما استدركته بالتصحيح، أجابني: لكن جريدة أخبار الألزاس الأخيرة تكتبه على هذه الشاكلة!
لا يوجد مراجعات