صورة جماعية مع سيدة
حين يكون الحديث في داخل ألمانيا أو خارجها عن الأدب الألماني المعاصر يرد اسم هاينريش بول دائماً بأنّه أحد أهمّ ممثّلي الأدب الألماني بعد الحرب؛ فما بلغ الثانية والأربعين حتى صارت له شهرته العالمية، وما أطلّت سنة 1954 حتى كانت قد ترجمت له خمسة أعمال أدبية إلى الإنكليزية، فمنذ عام 1953 إزداد الإهتمام بهذا الكاتب الذي كان له قراؤه المتحمسون خارج حدود ألمانيا واللغة الألمانية.
يبرز في أدب بول عالمٌ قاسٍ فظيع غير منمّق، إنه الواقع اليومي لسنوات الحرب وما بعد الحرب بكل ما فيه من أسماء وأماكن ومواقف وبشر؛ إنه بدافع الميل إلى المهانيين والمستضعفين المظلومين يصف المصير الكئيب والإضطراب الداخلي لبشر فترة الحرب وما بعد الحرب؛ الحرب نفسها، لا الهزيمة، تعني الإنهيار الإجتماعي والأخلاقي لأبطاله الذين هم عرضة الإضطهاد نفسي، إلاَّ أنَّ لهم أن يتخيّروا بين الخير والشر.
في رواياته وقصصه الأولى يعرض لسخافة الحرب وللموت الذي تسببه هذه الحرب، والذي لا غاية له ولا نفع؛ بول لا يصف الحرب وصفاً مباشراً؛ إنّما يقتصر وصفه على ما وراء هذه الحرب من مكاتب ومستشفيات ميدانية ونقل للجرحى ومعسكرات إعتقال ومدن تحترق، علاة على الجوع والقرق.
حين كتب بول رواية "صورة جماعية مع سيّدة" كان في الرابعة والخمسين، إنها قمة كتاباته الإبداعية وحاصل أدبي لمرحلة تاريخية تشمل فترة ما قبل الحرب وما بعد الحرب حتى السبعينات، وفي سنة 1972 خصّت الأكاديمية السويدية هاينريش بول بجائزة نوبل على روايته هذه...
لا يوجد مراجعات