القارورة
بلغة سردية جذابة، وجرأة على الكشف وبعين تنظر ما وراء الحجب، وعبر خيال الراوي، يدخل يوسف المحيميد إلى خفايا المجتمع، يقدم شخصيات، قد تكون بيننا، نعيش معها كل يوم، تتعذب وتتألم، داخل شرنقة الصمت والخوف.
لا يحق للإنسان أن يتعرض للخديعة، إذ فوق الإحساس بالغضب الذي منع التنفيس فيه، وفوق الإحساس بالقهر بسبب الخديعة، عليه أن يتحمل مسؤولية كونه مخدوعا. تلك هي حكاية منيرة الساهي، والحكايات التي تحكيها منيرة مما شاهدت أو سمعت.
"سأفتح عينيّ ذات صباح، وأبحث عن زوجي الستيني، وقد غاب عني قرابة أسبوع، دون أن أملك السؤال عنه في بيوته الثلاثة الأخرى. سأتجاهل الأمر، حتى أبحث عن القارورة، التي جمعت فيها ما صرت أسميه فضائحي التي كنت أسميها أحزاني، فأقرر أن أتخلص منها، لكنني لا أجد للقارورة أي أثر. سأصرخ، لكنني لن أجد القارة مطلقاً، ولن يعود زوجي. سيقرأ سيرتي وهزائمي وخديعتي، وسيبكي بدوره في الخديعة.
قالت ذلك منيرة الساهي وهي تتخيل حياتها المقبلة، ثم أخمدت صوت الاستيريو".
لا يوجد مراجعات