شريكات المصير
ما تزال لطيفة الدليمي المرأة/ الكاتبة الأكثر إثارة للجدل بجرأتها في مقاربة قضايا ومسائل شائكة لا سيما ما يتعلق بالمسألة النسوية، وعلاقة المرأة بالرجل، من موقع الشراكة وليس من موقع التبعية والإنقياد. وها هي تكتب عن (شريكات المصير) في محاولة للعودة إلى الجذور الأولى لموقع المرأة في التاريخ الإنساني عامة، وتتبع حضورها في الحضارات العراقية خاصة، وتنتهي بفصول من تاريخ اضطهاد النساء حتى عصرنا الحاضرـ كما يشير إلى ذلك العنوان.
وفي (شريكات المصير) تستحضر الكاتبة مسيرة المرأة الرافدينية عبر العصور وتعقد مقارنة بين ما كانت عليه هذه المرأة من موضع تبجيل ومحط حب ورغبة من قبل الرجل ومثار خوف ورهبة في باقي المجتمعات. فهي سيدة قرارها، حرة وقوية وشريكة في صنع مفردات الحياة، وبين ما هي عليه الآن حيث فقدت المرأة العراقية الكثير من منجزات حققتها سابقاتها من الأمهات الباسلات والجدات المتنورات اللاتي صنعن صورة المرأة العراقية المعاصرة فما عدا بعض الاشتثناءات من النساء، تبدو مستكينة لاشتراطات قاسية مفروضة عليها من قبل المجتمع حتى بات وضع المرأة العراقية جديراً بالرثاء.
على ما ترى الكاتبة: وحتى لا يبقى تاريخ المرأة الرافدينية مجهولاً ومعتماً عليه من قبل المؤرخون تسوق الكاتبة مشاهد موثقة عن صورة (المرأة المبدعة في الحضارات العراقية) تقترب من علم الأنثروبولوجيا والأدب والفن والتاريخ في ذات الوقت لتشكل صورة بانورامية للمرأة الرافدينية، جاءت تحت العناوين الآتية: المشهد الأول: ملكتان من بلاد آشور، المشهد الثاني: معبودات ممسوسات بالخصوبة، المشهد الثالث: من جسدها تتفتح الأشجار السنابل، المشهد الرابع: ملابس المرأة الرافدينية، ترف الحضارة، المشهد الخامس: الكتابة والناسخات الرافدينيات، المشهد السادس: الشاعرة الأكدية إنجيدوانا، المشهد السابع: عازفات ومغنيات وملوك المرأة الرافدينية في فضاءات الموسيقى والغناء. يلي ذلك: دراسة عن: تاريخ اضطهاد النساء وثقافة المجتمعات، وتختتم بـ: مقالات عن المرأة المعاصرة والإبداع لأكثر من مفكر وأديب ومنهم المفكر الراحل هادي العلوي، والاميركية كلاريسا بنكولا إيستس وآخرون...
لا يوجد مراجعات