إبن خلدون بين حياة العلم ودنيا السياسة
هذا كتاب أراد المؤلف من خلاله أن يجلو صورة من أروع صور حياتنا العقلية الإسلامية وأكرمها وآثرها بالاهتمام، صورة ابن خلدون. وما أكثر ما كتب عن ابن خلدون، ولكن شخصية مثل شخصيته، لا تزال تتجلى على المفكرين والباحثين بما يتألق في عقولهم وقلوبهم، لا تقف الكتابة عنها، ودرس جوانبها عند حد، فهي نبع ثر فياض. وأكثر ما وقع من الباحثين موقع العناية هو تلك الجوانب التي ابتكر درسها، فأصبح بذلك من أول -إن لم يكن- أول روادها، في عالم الاجتماع الإنساني والنقد التاريخي.
وكأن هذه الجوانب المشرقة المتألقة قد صرفت الكتاب عن صور حياته التي تدرجت به بين الروح والمشغلة، وبين الهدوء والقلق، وعن عوامل هذه الحياة المستقرة في باطنه، والمحيطة به في مجالات عيشه، والتي دفعت به إلى شتى الميادين يغامر فيها، ويبلو حلوها ومرها، وأثارت عليه الغرائز الإنسانية، بين الإعجاب به، والرغبة في استغلال مواهبه، وبين الحسد له والاضطغان عليه والائتمار به.
لا يوجد مراجعات