روح على كف
في الثاني من أغسطس، حدث ما لم يكن أحدٌ ليتوقعه.
قبل أن يحل هذا الوقت، كانت تفاصيل الحياة تمضي في طريقها المعتاد، إلى أن راحت تفاصيل أخرى تتوارد، وتنقلب معها الأوضاع رأسًا على عقب. عندئذ، تحولت الحياة إلى ما يشبه حفرة عميقة في داخل نفق، وأصبح أقصى ما يتمناه المرء، هو أن يتمكن عبر أي وسيلة، من النجاة بنفسه وبعائلته، من ذلك الجحيم المستعر.
هنا ثمة حكايات عن ملامح الحياة في كويت ما قبل الغزو، انطلاقًا من الصحافة ومرورًا بالفعاليات الثقافية والفنية، يتم ضفرها مع قصة لإحدى العائلات، التي انقلبت أحوالها فجأة، من الحياة الآمنة، إلى حياةٍ أخرى وجدوا أنفسهم فيها، وقد اقتربوا من حافة الجحيم. وفي تلك اللحظة، كان عليهم أن يتوقعوا، حدوث كل الذي لم يكن ليخطر على بالهم يومًا، وأن يتيقنوا هذه المرة، من أن القادم، لن يضخ سوى جرعاتٍ من الرعب، وشعورٍ بانعدام الأمان.
أدركوا حينها أن ما ينبغي عليهم فعله، لكي يتجنبوا قسوة واقعهم وما يحمله من تداعيات مجهولة، هو التمسك بأهداب الحياة، ومقاومة ذلك الموت الذي راحت أشباحه تطل عليهم، وأن ينتزعوا من بين فكيه، نفحة إضافية لحياة مرتجاة. وكان على تلك الأسرة، أن تخوض في هذا الوقت الحِرج، مسارًا شاقًّا يُساعدها على العثور على مخرج.
زينة علي
25-أكتوبر-2024 08:57
في البداية ظننت أن قالب الكتاب سيكون روائي لكن اتضح أنها فصول من مذكرات الكاتب.
.... اقرأ المزيديحكي الكاتب في هذه الفصول القصيرة فترة حافلةً في حياته، انتقل فيها من الإسكندرية إلى الكويت التي كانت وقتذاك أشبه بعاصمة للثقافة العربية، يجتمع فيها الأدباء والشعراء والفنانون والموسيقيون من كل أطراف العالم العربي، ومنها كذلك تصدر أهم المجلات العربية وفيها تقام أهم الأمسيات الفنية والثقافية. ثم ما لبثت يد الغزاة أن طالت هذه اللؤلؤة الجميلة، وقلبت نهارها ليلًا وأمسياتها جحيمًا وهدمت كل مظاهر الجمال على رؤوس قاطنيه
إعجاب (0)
تعليق