أبو زيد الهلالي
تصنعه أحلام الفقراء والبسطاء، وتضع فيه كل آمالها في أن يقضي لها على الظلم والخيانة والفساد والمفسدين، فهو بطلها المخلص ومنجدها في وقت الشدائد.. إنه “البطل الشعبي” الذي ترسم ملامحه الشريحة الشعبية وفقا لما تراه محققا لأحلامها، مستوفيا الشروط والمواصفات التي يحلم بها الضمير الجمعي للبسطاء، وتصيغه المواهب الفذة للرواة الشفاهيين للسير الشعبية، وهؤلاء الأبطال احيانا ما يكونون مختلفين ولا وجود لهم إلا في الحواديت والحكايات.
ولأن القصص الشعبي له تأثيره السحري في العقول، فقد أثرت القصم والحكايات الشعبية في أجيال وأجيال من القراء وتربعت على عرش خيالهم وتعد بلادنا العربية منيعا خصبا وغنيا بالقصص والحكايات التراثية التي اعتدنا سماعها، وهي ما تحرص “دار المعارف على تقديمه في سلسلة “القصص الشعبي من خلال عرضها لأبرز وأهم قصص التراث الشعبي والسير الشعبية.
كان أبو زيد في قصته بارزا في الشجاعة والجراف واقتحام كل عقبة. والثاني على الهون والمذلة. فلا تلين له قناة، ولا يخور له عزم، ولا يميل له عود، وهو شديد في حبه، وشديد في بغضه يركب الأهوال من أجلهما، ولا يفرط قيد شعرة في جنبهما، فمن أحبه تفانى في إرضائه وإسعاده، ومن لبعضه تفانى في إزعاجه واشقائه، ومن نال عطفه عمره بمعونته، وكان معه جراب الحيلة الذي استطاع به أن يخفي شخصيته، ويتنكر في أي جنس، ويدخل إلى آية طائفة، ويظهر في أي شكل لأي إنسان يريد أن يكونه. فهو الطبيب الماهر الذي يداوي الجروح والأمراض التي استعصت على المهر الأطباء، وهو المحتال البارع الذي يلبس شخصية أي إنسان، ويتكلم بكل لسان في منطق فصيح وبيان مرسل طلق مبين وذلك كله ظهر في قسمه جامعا لشخصيات عدة من شخصيات البطولة والاحتيال والقدرة.
لا يوجد مراجعات