ألف ليلة وليلة ١/٦
إن كتاب ألف ليلة وليلة كتاب أسطوري بكل ما تحمل الكلمة من دلالة في عصرنا ، فهناك قصد ما لكاتب ما من وراء ما جاء منه من قصٍّ وسرد . ففيه كل الأحلام أو الآمال أو الحلول أو المفارقات التي تتلاحق في ذهن الكاتب الذي كتب هذه الليالي.
ولسنا نعلم شيئاً قاطعاً يدل أو يشي بمن ألف هذه الليالي ونظمها .
وقد قسمت الليالي في هذا الكتاب بحسب التقسيم الفني المعتبر في الذهن لا بحسب الواقع ، فلا يعقل أن الليلة تستهلك بأكملها في سرد وقائع ما ترويه شهرزاد للملك، فهذا السرد يستهلك دقائق في السرد لا ساعات .
وقد يظهر من النسخ التي وصلتنا أن هذه الليالي ألفت في القرن الثامن وما بعده ، حيث تشير إلى هذا الانفلات السياسي والاقتصادي ، وعدم انضباط الأوضاع ، وقد كان هذا على الصعيد الفكري له دور بارز في تصوير الإسلام وعقيدته في الليالي تصويراً ظاهرياً ليس فيه دلالة على عمق ولا استنارة ، بل هناك سطحية في التفكير تقارب الهلاك ، ومن هنا كانت الخطورة فليست صورة المسلم هذا الرجل المنكب على اللذات فهذا كله مناقض كل المناقضة للصورة الصحيحة .
لا يوجد مراجعات