أطياف الأزقة المهجورة: الكراديب
تصل مأساة هشام العابر الميتافيزيقية إلى قمتها في هذا الجزء. ففي جدة، يختلي بنفسه, ويتيح له السجن فرصة للقيام برحلة ذاتية منفردة إلى داخله, بعيدًا عن مثاليات الدمام واندفاعات الرياض إنه وحيد الآن, وفي هذه الوحدة يكتشف مالم يكن من الممكن اكتشافه عندما كان خاضعًا لمثاليات أمه وصرامة التنظيم الحزبي في الدمام, وعندما كان غارقًا في حياة الجسد في الرياض. لقد انهارت كل المثاليات, وفقدت كل لذتها, فما الذي بقى؟ الكراديب هي خاتمة الرحلة الذاتية لابن العابر, في مرحلة هي ذاتها ضائعة بين مرحلتين. وربما كانت الخاتمة هي البداية, فما الخاتمة والبداية إلا أسماء سميناها!
لا يوجد مراجعات