دين الساموراي
هذا الكتابُ عن زِن. وزِن هو إحدى الطرق البوذية لارتقاء الوعي والاستنارة، ومدرَسةٌ من أشدّ مدارس الوعي والارتقاء الروحي جذرية في العالم، وعلى مرّ الزمان والتاريخ. وليس لزِن من كتاب مقدَّس، ولا من أرباب، أو أنبياء، أو آلهة، بالمعنى المعروف عبر العالم والتاريخ. إنّ كتاب زِن المُقَدَّس مكتوبٌ بحقائق بسيطة ومألوفة، بسيطة إلى حدِّ عدم انتباه الناس لها وهم يُصادفونها في حياتهم اليومية. فالشمس تُشرق من الشَّرق، والقمرُ يغرب في الغرب. الجبالُ عالية، والبحارُ عميقة. الربيع يأتي مع الأزهار، والصّيفُ مع النسيم العليل. الخريفُ يأتي مع القمرِ المُشِع، والشّتاء مع نُدَفِ الثَّلج. ولهذه الأشياء، التي قد تبدو أبسط وأكثر اعتياديّةً في نظر الناس العاديين، أهمّيةٌ كبيرة في زِن.
إنّ زِن هو الوجود ذاته، هو الوعي والاختبار العميق، وهو الآنُ واللحظة التي أنتَ فيها تمامًا.
والأشجارُ والأعشابُ والجبالُ والأنهار والنجوم والأقمار والشُموس هي الحروف التي كُتِبَت بها نصوص زِن المُقَدَّسة. وقد عبّرَ شكسبير عن عِظة الجماد هذه عندما كتَب:
"ولحياتنا هذه ـ الهاربة من كلّ سعيٍ بشري ـ
لا يوجد مراجعات