أسير البرتغاليين: حكاية الناجي
هي حكاية رجل بسيط خرج إلى القرى بحثا عن لقمة عيش ليجد نفسه أسيرا في أحد حصون البرتغاليين على الساحل الإفريقي مخلفا وراءه زوجته وأطفاله الثلاث في فاس.
مُكرها يلعب الأسير مع سجانه لعبةً يقايض فيها السّجان لأيام بالحكايات، الذي سيتوعده بالمثول أمام فصيل الإعدام ما لم يفلح في صياغة الحكاية التي تروقه.
هكذا يجد القارئ نفسه أمام خطين سرديين يتكاملان لصنع الحبكة بين ما يحكيه السجين في حضرة السجان وما يحكيه السارد لتكتمل معالم الرواية.
في أحداث متواترة وشيقة، وبمخيال يجترح عوالم لا تحدها حدود، تلقي الرواية الضوء على فترة حساسة من تاريخ العرب عامة والمغرب خاصة وتفتح الباب أمام القارئ العربي ليفهم الصراع المرير الذي حصل بين المغرب والعثمانيين، في القرن السادس عشر، والذي أفضى إلى بقاء هذه البلاد خارج سيطرة الأتراك.
من جهة أخرى تختبر الرواية أحاسيس الخوف والحب والكراهية والرغبة في الانتقام في زمن الوباء حيث ينهار النظام الذي يكون البشر قد ثبته أزمنة وتنهض قوانين أخرى..
إن رواية الناجي عمل يريد من الماضي مناقشة الواقع حتى يعيد القارئ من خلال ما قرأ تمثلاته عن نفسه والعالم.
لا يوجد مراجعات