الحديث النبوي وتوظيفه في مصادر الادب العربي
صوبنا في هذا الكتاب الوجهة في دراستنا هذهِ للمعرفة الحديثيَّة، مطالعين فيها ما شاء الله أنْ أطالع، محاولاً إيجاد الثغرة التي تستحق الملء، فبينما أنا في تتبع سُبُل المعرفة بهذا المجال، وما جرى فيه من تواصلٍ ووصال؛ عِبرَ رحلاتٍ علمية بين الشرق والغرب أفضت إلى استيراد مجموعةٍ من الكتب والأبحاث الرائدة في هذا المجال.
فبينا أنا في هذا المجال، إذا بي أَدْلِفُ إلى الجانب الأدبي، أحاول تلمس معالمه، وسَبر أغواره وأعماقه، فتتبَّعت المادة الحديثيَّة فيه، فوجدتها لا تتَّسق مع نظامٍ معين ولا تستوي على منهجٍ واحد. فهي تنهل من المادة الحديثيَّة كيفما اتفق ما دامت هي ضالَّتها ومرادها.
ولا يخفى ما لهذا المسلك من وعورةٍ وخطورة؛ لأنَّه متعلِّق بجانب الرسول (r)، الذي حذَّرنا من مغبَّةِ الكذب عليه، والتقول عليه، فقد روى مُسلم في صحيحهِ، أنَّه (r) قال: (مَنْ حدَّث عنِّي بحَديثٍ يُرى أنَّه كَذِب، فهو أحد الكاذبين)(1).
وما أنْ تقرر العزم حتَّى رأيت نفسي مُنساقاً للبحث فيما كُتِب من مؤلَّفاتٍ في الأدب العربي المشرقي، وتتبع موادها وأبوابها، فوقع الاختيار على كتاب (ألف ليلةٍ وليلة) باعتبارهِ من أشهر الكتب في هذا الفن وأوسعها حجماً، وهو جامعٌ للمادة الحديثيَّة التي قد تكون متناثرةً في باقي الكتب الأخرى، وكلَّ الصيد في جوف الفرا(2)، وكذلك حتَّى تكون دراسة النصوص الحديثيَّة في كتب هذا الفن لها نوع من الشمول، ونتيجتها تأتي من باب الاستقراء
لا يوجد مراجعات