الجذور البدائية لسينما الرعب: علم النفس التطوري وتمثلات الخوف
“سيكون الفيلمُ مرعباً بحق ، ولأسابيع بعد مشاهدته ، لن تستطيعوا النوم” هذا ما قالته الدعاية التشويقية لفيلم رعبٍ أُنتج مؤخراً . يبثق من هذه الوصلة الإشهارية سؤال مهم: لماذا ندفع المال لمشاهدة فيلم يخيفنا إلى الحد الذي يحرمنا النوم ليلاً ؟ لغزُ محير شغل اجيالاً من النقاد الأدبيين ، وهو لبُّ هذا الكتاب . تقترح كشوفاتُ فرعي السوسيوبيولوجيا وعلم النفس التطوري أن استمتاعنا بالتمثيلات الفنية عموماً وفي جنس أفلام الرعب خصوصاً، وانجذابنا إليها إنما ينبعان من إرثنا التطوري وانهما يشكلان جزءاً أصيلاً من بنيتنا الجينية كبشر .
سيركز هذا الكتاب على نوعية الافلام القادرة على احداث اللذه الحسية العميقة بفعل التمثلات البدائية ، وغالبا ماتكون الافلام الادبية مصدراً غنيًّا للهمسات الغابرة للسلوكيات التكيفية . وطرحي ببساطةٍ هو أن بإمكاننا تشخيص هذه الأحلام البدائية المطمورة في طبيعتنا البشرية كي نستفيد من ذلك في كيفية استجابتنا للأفلام والأدب ، باستخدام جنس أفلام الرعب كنموذج ، كذلك ربما أمكننا ، عن طريق تعقب همسات أحلامنا البدائية هذه ،أن نفهم أنفسنا على نحو اعمق.
لا يوجد مراجعات