ايران والخليج: ديالكتيك الدمج والنبذ
من الصعب فهم ايران دون فهم التشيع والاحاطة به، ليس من حيث هو مذهب فقهي، بل من حيث هو مذهب سياسي، ومن يدرس تاريخ التشيع والشيعة من حيث هي جماعة سياسية عايشت المظلومية التاريخية عبر ما يقارب الألف عام، ربما يستطيع تلمّس الدوافع الأيديولوجية للسلوك السياسي الشيعي.
لقد حكم العثمانيون الأتراك ـ العراق كمثال ـ أربعة قرون عملوا خلالها على عزل الشيعة تمامًا عن كل المؤسسات المؤثرة على نظام ومسار الحكم والتشريع والدفاع والثقافة على الرغم من كون الشيعة في العراق تشكل الأغلبية. هذه الحالة من العزل والنبذ التي مارسها الأتراك في العراق ضد الشيعة هي التي حولت الشيعة الى حضن دافئ لكل الحركات الثورية المعارضة في العراق وجوارها، وهي التي عززت البناء المنطقي للتفكير الطائفي لدى معظم الناشطين في العراق.
لا يوجد مراجعات