الصين والشرق الأوسط
صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب الصين والشرق الأوسط: دراسة تاريخية في تطور موقف الصين تجاه قضايا المنطقة العربية بعد الحرب الباردة، يحاول فيه حكمات العبد الرحمن فهم الصين من خلال القضايا العربية الحساسة على المستوى العالمي، واستشراف مستقبل العلاقات العربية - الصينية وتأثيرها في موقف الصين من القضايا العربية المصيرية؛ وسبر التناقضات التي رافقت طموحات الصين التجارية وبراغماتيتها التي ترتبت على الإصلاحات التي أطلقتها منذ عام 1978.
يتألف الكتاب (328 صفحة، موثقًا ومفهرسًا) من سبعة فصول وخاتمة. يناقش حكمات العبد الرحمن في الفصل الأول، المعنون "دور الصين ومكانتها المستقبلية في النظام العالمي والعلاقات الدولية"، مكانة الصين ودورها في مستقبل نظام العلاقات الدولية بعد الحرب الباردة والفرضيات المختلفة، وأهمها الفرضية التي تناولت صعود الصين ونموها وإمكان أن تصبح قوة عالمية مهيمنة، والفرضية التي تتعلق بدراسات حديثة تناولت بداية تراجع الصين والآثار التي يمكن أن تترتب على تراجع النمو الصيني على المستويين المحلي الصيني والدولي.
يقول المؤلف إن ثمة خلافًا بين النظريات السياسية وعلماء العلاقات الدولية حول هذا الدور. فدراسات كثيرة تشير إلى أن الصين مؤهلة وبقوة كي تكون اللاعب الدولي رقم واحد في العالم، "فمع انتقال ميزان القوى العالمية من أميركا إلى آسيا، وظهور الصين أكبر مركز صناعي في العالم، وثاني أكبر اقتصاد من حيث الإنتاج، بدأ التحول بقوة في جغرافية تموضع القوى العالمية، والتبشير بالعودة إلى فترة التعددية القطبية، لكن مع اختلاف الأقطاب، أو أحدها في الأقل. على الرغم من الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها الصين، فإن هناك من يخالف النظرية السابقة ويقول عكسها". فالصين بحسب البعض غير مؤهلة لأداء هذا الدور العالمي، فهي تعاني مشكلاتٍ داخليةً كالفساد وارتفاع معدلات البطالة والاختلاف الواضح في مستوى التطور الاقتصادي بين مناطق الداخل ومناطق الساحل الصيني، إلى جانب نزعات ودعوات انفصالية في كثير من المناطق الصينية.
لا يوجد مراجعات