تاريخنا الثقافي والسياسي
يطرح روزانفالون جملة تساؤلات منها: كيف أفسحت حماسة 68 مايو الطريق إلى الفوضى التي سادت الثمانينيات والتسعينيات، ثم إلى القدرية التي أعاقت أفقنا السياسي والفكري منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين؟ وهل انغلق الأفق السياسي والثقافي، ولماذا انقاد اليسار إلى واقعية العجز أو راديكالية عدم التكافؤ إلى حد إفساح المجال للسيادية الجمهورية والشعبوية القومية كي تغزو العقول.
ويقرأ أيضاً بأثر رجعي أبرز الأفكار والتيارات الاجتماعية التي ظهرت خلال عقد السبعينيات، وأهمّ الكتّاب الذين ينتمون إلى ما عُرف باليسار الجديد مثل كلود ليفورت، وكورنيليوس كاستورياديس، وهنري لوفيفر، وفرانسوا فوريه، وأندريه غورز، وإيفان إليتيش، وميشيل فوكو، وغيرهم ممن ساهموا في تطوير العلوم الاجتماعية آنذاك.
وينتقل روزانفالون بعد ذلك لتفسير أسباب تراجع هذه الموجة خلال الثمانينيات وما بعدها، مشيراً إلى لعنة أصابت اليسار في تلك العشرية ولم يتعافوا منها حتى اليوم، وكيف تتشتّت تلك الأفكار الراديكالية وتتحوّل إلى مغامرات فكرية بلا مستقبل منذ التسعينيات.
يختتم المؤلف كتابه بالحديث عن إخفاقات اليسار اليوم في تقديم أطروحات تعالج ثلاث قضايا معاصرة رئيسية، هي: تطوير رأسمالية الابتكار، وتكريس الفردانية في العالم، وأزمة الديمقراطية المتعاظمة التي يعيشها حالياً العديد من المجتمعات الأوروبية.
لا يوجد مراجعات