العصفور الأزرق وحكايات أخرى
ساهمت ماري - كاترين دنوا إلى جانب شارل بيرو وعدد من الكاتبات والكتاب الفرنسيين في إرساء قواعد أدب الناشئة وبخاصة ما يدعى حكايا الجنيات. وكأغلب كتاب هذا الجنس الأدبي. لطالما عملت دنوا على استلهام حكايات آتية من مصادر وثقافات شتى. تعمل على تطويرها والإضافة إليها وقلب مساراتها.جامعة فيها كلا من الخرافي والعجائبي والتاريخي والواقعي. وبذا قربت الحكاية الخرافية من القصة الطويلة أو الرواية القصيرة فكانت من الممهدين لكتابة الحداثة.
من سمات حداثة حكايات دنوا توفر نصوصها على قدر من الدعابة والسخرية. فتبالغ في وصف قبح بعض الشخوص أو جمالها. وتتسلى أحيانا بوصف سذاجة بعض العشاق الأبطال. مستهدفة بالنقد بعض العناصر الشائعة في حكايات الفروسية والعشق.
ومرارا تخرج على بعض قواعد هذا الجنس الأدبي فلا تلتزم مثلا بمبدأ النهاية السعيدة في جميع الحكايات. هكذا نجد لديها نهايات غير مألوفة ولا متوقعة لا بل حتى نهايات مأساوية. وفي هذا الخرق لقاعدة يفرضها الكتاب على أغلب حكايا الجنيات وقصص الناشئة تقرب الكاتبة الأدب من الواقع ولا تتخفى برياء على ما في التجربة الملموسة أحيانا من مآسي ومصاعب وخسارات.