البلاء الشديد والميلاد الجديد
يعتبر البلاء الشديد والميلاد الجديد من أكثر كتب السير الذاتية صدقًا وقسوة على حد سواء. ينتمي لأدب السجون ويروي فيه فايز الكندري تجربته داخل سجن غوانتانامو الأمريكي. وهو يرصد التجربة التي استمرت أربعة عشر عامًا بدقة لا تتأتى عادة لكُتاب سير وتراجم كثيرين خصوصًا ممن كتبوا في أدب السجون. يمكن اعتباره أيضًا كتاب سياسي، فلا سبيل للتخلي عن ذكر سياسة الولايات المتحدة عند ذكر غوانتانامو.
صدر الكتاب عن دار جسور للترجمة والنشر.
نبذة عن كتاب البلاء الشديد والميلاد الجديد
كانت اللحظات الأخيرة في غوانتانامو من أصعب اللحظات كما كانت الأولى فيها، إنها كطعنة السكين، دخولها مؤلم وخروجها مؤلم، لكنّ الألمين مختلفان، يشتركان في القلق من المجهول، كداخل النفق حين يتوجس مما يكتنفه الظلام الموحش، والخارج منه حين يقلق مما يخفيه النور في أحشائه، ليس العجب من وَجَل الحُرّ من صلصلة القيود إنما العجب من رهبة الأسير من زغاريد البشائر، كم هو مؤلم أن تقف على أعتاب الحرية قلقاً منها، كطفل صغير يتطلع إلى المشي والجري والقفز لكنه قلق من السقوط، يتردد بين الحبو والنهوض.
إن كتاب فايز الكندري يروي ما قد وقع فعلاً، قصص هي أقرب إلى الخيال، عشتها لحظة بلحظة أربعة عشر عاماً، لأضعها بين أيديكم دون بخس أو شطط، فإن بلغت قلباً حيّاً يبحث عن الحقيقة ويخلص لها فله كُتِبَت، وإن صادفت عيوناً متربصة وقلوباً حاقدة تفتش عما يدين، وتبحث عما يسوء، ترى بطش الظالم فلا تبصر، ويصلها أنين المظلوم فلا تسمع،وتدعوها الحقيقة فلا تعقل بل تأبى أن تعقل، فلتبحث لها عن كتاب آخر تتسلى فيه، فإن هذا الكتاب لم يُكتب لمن لا يحمل بين جنبيه قلباً إنسانياً.
اقتباسات من كتاب البلاء الشديد والميلاد الجديد
إن الكلمة اليوم أحوج إلى القوة المادية منها إلى قوة الدليل العقلي.
صرح لي أحد المحققين بكل وضوح أن أخطر شخصية على الغرب خلال القرن الماضي هو سيد قطب.
لا تهجم جيوش الظلام على مملكة النهار إلا بعد رسول الشفق، ولا يلُفّ الشتاء وجه الأرض بعباءته البيضاء إلّا بعد أن يخلع الخريف كساءها الأخضر، لا شيء في هذا الكون ينتقل من الشيء إلى نقيضه بغتةً إلا قلبُكَ أيّها الإنسان.
إن ما أذكره في هذا الكتاب قد وقع فعلاً، قصص هي أقرب إلى الخيال، عشتها لحظة بلحظة أربعة عشر عاماً، لأضعها بين أيديكم دون بخس أو شطط.
لا يوجد مراجعات