قبل آدم
كتب لندن الرواية ونشرها في العام 1907، بعد سنة واحدة من نشره روايته الشهيرة (الناب الأبيض)، وهي الرواية الأولى في كتاباته التي اعتمد فيها على الخيال العلمي البحت، لذا فرواية (قبل آدم) تُعد واحدة من الروايات الأولى في هذا المجال، وإن لم تكن الأولى على الإطلاق، فقد سبقتها إلى تلك المرتبة رائعة ماري شيلي (فرانكشتاين). كُتبت الرواية في الفترة التي صار فيها لندن واحدًا من مشاهير الكتاب، وقد حصد ثروة انتشلته من فقره السابق، وقام بنشرها بهيئة سلسلة في المجلات.
الرواية مثال صريح على أفكار لندن ومعتقداته، فهي قصة عن الأيام الأولى لتطور الإنسان، وهي محاولة فكرية جريئة للجواب على أسئلة أنثربولوجية، كان النقاش ولا يزال محتدمًا بشأنها.
يحمل السرد في طياته رؤية سايكلوجية مثيرة للإهتمام في موضوع الأحلام، يطرح لندن الفرضية التالية: ما دمنا نحلم بالسقوط على الأرض دائمًا، وهو حلم يتشاركه العديد من الناس، إن لم يكن جميعهم. ويفسر العلماء هذا الحلم على أنه بقية من إرثنا التطوري من أسلافنا الذين عاشوا على الأشجار، لأن السقوط من أعلى شجرة كان مرادفًا للموت في حينها، فقد ظل السقوط رعبًا اختبره أجدادنا طوال حياتهم، حتى انطبع في أدمغتهم وأدمغة أجنتهم من بعدهم، إلى أن وصل إلى الإنسان الحديث اليوم. فماذا سيحدث إذن لو أفترضنا جدلًا أن من بين ملايين البشر الذين يعيشون على البسيطة ثمة شخص واحد، واحد فقط، وصل إليه ما هو أكثر من حلم السقوط؟ ماذا لو ولد وفي دماغه ذاكرة كاملة من ذلك العصر؟ لن أجيبك عن السؤال، لكن لندن سيفعل بلا شك!
لا يوجد مراجعات