عصيان الوصايا
مع أول كتاب لمسته يداي -غير كتب المدرسة- فغّمت أنفي رائحة التبغ الخام ممتزجة برائحة الكتب الصفراء -الورق الهش والطباعة الحجرية، مزيج من روائح كانت تفور من نبع سري في حجرة معتمة تسللت إليها ذات ظهيرة صيف أنا الصبية الصغيرة التي تتصبب عرقاً وترتعش وهي تعبر الغرفة إلى كشوفها الأولى لتمزق أول الحجب. الخوف من انكشاف تسللي إلى حجرة المحرمات يرعش يدي النحيلتين وهما تقلبان الكتب الشهية في بصيص نور يتسلل من كوة وسط لبسقف يدعونها (السماية) والكلمة تصغير عامي لصغة منسوبة للسماء. كانت السماء سندي في الانغماس بالخطيئة الأجمل: إستراق قراءة الممنوع والمحظور.
لا يوجد مراجعات