مملكة الروائيين العظام
في مناجياتي الممتدة مع العملاق الإغريقي نيكوس كازانتزاكي بهرتني عبارته الساحرة: (توصّل الى مالاتستطيعه) التي كانت مفتاح سر حياته وكفاحه: واصل مسعاك لإنجاز صيرورتك الإنسانية في مدى عمرك البشري القصير، لاتتوقف ولاتلتفت إلى الوراء، إمضِ نحو تلك الوهجة النائية في الأفق، عليك أن تختبر الطرق الوعرة وأن ترتقي المنحدرات الخطيرة، ستجرحك الأشواك والصخور تدمي قدميك، دع الطرق المستقيمة فإنها لاتعزز قوتك، إختبر ذاتك في الصعب الوعر الذي تتجنبه الأرواح الواهنة، لاتتردد، سترتكب كثيراً من الأخطاء والخطايا ولكنك ستنجح أخيراً في التحرر من قيود الزمان والمكان والوصايا، ستفوز بروحك الحرة وتتألق جوهرة الوعي والحرية في ذاتك المستفيقة. تعلمتُ من مناجياتي مع كازانتزاكي أن لاأؤمن بالحدود، كان يقول: نواصل الصراع لأننا نحب التفوق لا الخنوع، ويردد: نحن نغني رغم أنه لاوجود لمن يسمعنا، ولا أحد يدفع أجورنا، نكتب لأنفسنا ولانعمل للآخرين، نحن أسياد بساتين العالم، البستان ملكنا، نحرثه ونشذّب شجره ونجمع غلاله ونعصر أعنابه ونحتسي خلاصة خمرها، بمعنى عندما ننسى الحدود نستطيع فعل المستحيلات. العقل والقلب يقيداننا....
لا يوجد مراجعات