النباهة والاستحمار
بين طيات هذا الكتاب سلسلة خطابات ألقاها الدكتور "علي شريعتي" في قاعة "حسينية الإرشاد" بطهران سجلت على أشرطة، ثم نقلت كتابة على الورق، بدون تغيير أو تطويل أو تقصير أو تقديم أو تأخير، فجمعت دفتي كتاب النباهة الاستحمار.
صدر كتاب النباهة والاستحمار عن مؤسسة الانتشار العربي بترجمة حيدر نجف ضمن كتب فكر وفلسفة متميزة تشمل باقي أعمال الكاتب.
نبذة عن النباهة والاستحمار
في كتاب الاستحمار يقول الدكتور علي شريعتي: إنه لمن سوء الحظ أن لا ندرك ما يراد بنا، فيصرفوننا عما ينبغي أن نفكر فيه من مصير مجتمعنا أو أفكر فيه أنا من مصيري كإنسان، إلى أن نفكر في أشياء نحسبها راقية جداً وعظيمة ومشرِّفة، فيصيبون الهدف دون أن نشعر!
ومن أجل هذا قلت في مكان آخر: "إذا لم تكن حاضر الذهن في "الموقف" فكن أينما أردت، المهم أنك لم تحضر الموقف، فكن أينما شئت: واقفاً للصلاة أم جالساً للخمرة، كلاهما واحد".
إن المستعمرين لا يدعونك لما تستاء منه دائماً، فيثيرون انزجارك فتنفر منهم الى المكان الذي ينبغي أن تصير اليه! بل يختارون دعوتك حسب حاجتهم، فيدعونك احياناً الى ما تعتقده أمراً طيباً نم أجل القضاء على حق كبير، حق مجتمع أو إنسان، وأحياناً تدعى لتنشغل في حق آخر، فيقضون هم على حق آخر هو أولى.
عندما يشب حريق في بيتك، ويدعوك أحدهم للصلاة والتضرع الى الله، ينبغي عليك ان تعلم أنها دعوة خائن، فكيف إلى عمل آخر؟ فالاهتمام بغير إطفاء الحريق، والانصراف عنه إلى عمل آخر، ما هو الا استحمار، وإن كان عملاً مقدساً أو غير مقدس.
اقتباس من كتاب علي شريعتي النباهة والاستحمار
وضعية مثيرة للشفقة.. أن يكون صاحب الشهادات الضخمة، الدكتور والمهندس والماجستير وما فوق الدكتوراة في مستوى الصفر من حيث الشعور والفهم والوعي، والشعور بالمسؤولية حيال العصر وتشخيص مسيرة التاريخ.. هذا خطر كبير، خطر أن يصبح المرء عالما رغم بقائه جاهلا.
لا يوجد مراجعات