تقنية القناع: قناع المتنبي في الكتاب لأدونيس
لقد استفاد أدونيس في كتاب الكتاب، أمس المكان الآن من الفضاء الجديد الذي استحدثه الإنترنت، فأنتج نصاً جديداً متمرِّداً على الشكل البنائيّ الثابت؛ نصّاً تتداخل فيه عدّة أجناس أدبيّة، متّخذاً من شخصية أبي الطيّب المتنبّي قناعاً له، وهو قناع تجلَّى نصيّاً عبر عدّة تقنيات، مثل: السّرد والوصف، والحواريّة، والتناصّ، والسّيرية.
وقد كان قناع المتنبِّي في الكتاب، أمس المكان الآن قناعاً عميقاً شموليّاً، استطاع، على مدى ثلاثة أجزاء، أن يحافظ على بنائيته، وكليته، على الرّغم من أنّ حضور المتنبّي في الكتاب يختلف من جزءٍ إلى آخرَ، ومن قسم إلى آخرَ، وطريقة توظيفه أيضاً مختلفة وغير متوازية، ولكن على الأغلب نجد أنَّ صوت أدونيس اختفى وذاب في صوت القناع، فكان له حضورٌ قويٌ وفاعلٌ، تاريخياً، وفكرياً، ودلالياً.
لا يوجد مراجعات