نازك الملائكة ؛ تحولات الرؤية والفن
تشكل الشاعرة العراقية (نازك الملائكة) ظاهرة بارزة في العشر العربي الحديث، حيث ارتبطت بها ريادة العشر الحر والتجديد فيه، إضافة إلى كونها علامة مميزة في النقد الأدبي، إذ لم تكتف بالممارسة الإبداعية الشعرية، بل تعدّت ذلك إلى الممارسة النقدية، عبر كتبها ومقدمات دواوينها، ومقالاتها المنشورة في المجلات الأدبية. وقد ارتبطت هذه الشاعرة في وعي الكثيرين في الساحة الأدبية والنقدية بصورة الشاعرة المحبة للوحدة والعزلة، المتقوقعة على ذاتها، صاحبة النفسية المتشائمة.
إلا أنها - ومن خلال العين المتابعة لأعمالها، الفاحصة لإبداعها - قد مرّت بتحوّلات كبيرة على صعيد الإبداع من زاوية الرؤية، وتبع ذلك تحولات أخرى على صعيد الأدوات الفنية.
وتتبيّن هذه التحوّلات في أعمالها الشعرية الأخيرة (الصلاة والثورة، يغير ألوانه البحر، الوردة الحمراء). فحين قرأت (نازك) من خلال هذه الأعمال، وجدت نفسي إزاء شخصية أخرى أكثر نضجًا وهدوءًا وتفاؤلًا وإيمانًا واقترابًا من المجتمع.
هذه الدراسة تهدف إلى دراسة أعمالها الشعرية الأخيرة، بعد صمتها الشعري، والكشف عن التحوًلات الواضحة في شخصها وفكرها، وأثر هذه التحولات في أدواتها الفنية.
لا يوجد مراجعات