الرسام تحت المجلى
صدر كتاب الرسام تحت المجلى للبرتغالي أفونسو كروش عن مسكيلياني للنشر بترجمة مهما عطفة ضمن مجموعة روايات مترجمة متميزة تضم بعض روايات كروش مثل الكتب التي التهمت والدي وهيا نشتري شاعرًا.
نبذة عن رواية الرسام تحت المجلى
كانت الدائرة أوّل ما رسمه جوزيف سورس. فهي أكثر الأشكال طبيعيّة، وهي قادرة على احتواء كل شيء. إنها رحم الأشكال كافة. يقولون أنه إذا طلب من شخص معصوب العينين أن يسير في خط مستقيم فإنه يمشي في دوائر.
لماذا يسير المرء في دوائر حين يغمض عينيه؟ إنه لغز، لكن الشخص المغمض العينين يسير نحو الداخل، وكذلك يلتف الوقت ولا يمضي على نحو مستقيم. فالوقت مثل شخص مغمض العينين.
في الواقع كل شيء يسير في دوائر، بدءًا من الذكريات وانتهاءًا بالحكايات. وذات يوم سيغدو كل شيء ملتفًا. الخطوط المستقيمة التامة غير موجودة. كل شيء مستدير والكل يتحرك حول الكل.
الناس مهووسون بالخطوط المستقيمة، بالأبنية الشديدة الاستقامة، وبالقواعد وبالأشياء المصطنعة. وهذه الأشياء مستقيمة في مظهرها فقط، كما يمكن التحقق تحت المجهر. غير أنّ الخطوط المستقيمة قد سيطرت على قلوب البشر فصاروا يشيرون بكلمة مستقيم إلى القوانين وإلى ما هو صحيح. المستقيم هو الخير والمنحني هو الشر.
لكنّ سورس ما يزال صغيرًا جدًّا كي يفكر في هذه الأمور لذلك كان يرسم دوائر، واحدة تلو الأخرى. ولم يرسم خطوطًا مستقيمةً إلاّ في وقتٍ متأخّر.
وهكذا تلاشت الطفولة مع مرور السنين ونبَت بعضُ الشَّعر فوق الشفة العليا.
قالوا عن رواية الرسام تحت المجلى
الشعر دائمًا هو طفولة الوعي. وكروش يستطيع أن يكتب هذه الطفولة، فهو يكسر ساعة رملية لكي يتحرر من الزمن ويعتقد بأن الموسيقى تعيد الأشياء إلى حالتها الطبيعية، ولديه أفكار فلسفية يعمل على نقضها وتقويضها طوال النص، مثل فكرة التفرع والنمو المستقيم. بثينة العيسى/ روائية من الكويت
اقتباسات من رواية «الرسام تحت المجلى» لـ أفونسو كروش
إذا لم تكن لدى المرء القدرة على فعل الشر، لا يمكن أن يكون طيّبًا، إذ أنّه لا يختار بين أمرٍ وآخر.
يجب دراسة بعض الفلاسفة بالعكس، من الضرورة بمكان عكس المنطق.
لا شيء يسبب الحزن أكثر من أن يكون المرء فنّانًا وينظر إلى العالم وكأنه يراه للمرة الأولى.