هيباس الأكبر محاورة عن الجميل
تُعَدّ محاورة "هيبياس الأكبر" واحدة من أهم المحاورات الأفلاطونية، ليس لأنها أول بحث متكامل عن الجميل يصل إلينا بإجماع الدارسين، بل لانطوائها على أهم خصائص التفكير المنهجي في المسائل الفلسفية. وتنبع قيمة هذه الخصائص من كونها تجمع إلى فلسفة أفلاطون وأسلوبه الشيّق الآسر، ملامح الفكر السقراطي الذي ما كان له أن ينجو من الإندثار والضياع لولا تلميذه أفلاطون بالدرجة الأولى، ولولا كتاب "الخالدون" لتلميذه الآخر "كزينوفون" بدرجة لاحقة. ذلك أن سقراط -على حد ما هو معروف- لم يترك أثراً مكتوباً يدل عليه الدلالة التي رسخت في أذهان الناس عن حياته ومماته. ففي حياته كان إنساناً حراً تشتعل في داخله رغبة المعرفة، ومحبة الحقيقة. عاش إنساناً بسيطاً يميّزه التقشف ومودّة الناس واحترام قوانين مدينته أثينا التي حارب من أجلها.. ومن ثم ارتبط اسم سقراط.. بالحكمة وطرافة التعليم وإدهاشه..
وأما الباعث على ترجمة هذه المحاورة فهو مقدارُ ما تُودِعُه في النّفس من الاستعداد على تقليب القضايا وإعمال التفكير فيها، وتحرير العقل من القيود والمحرّمات التي تعيق قُدُراته ووسائله، وتحيد به عن سَنَنِه. وترجمة هذا الكتاب تتيح للقارئ العربي سانحة للنظر في مفهوم الجميل، ومقاربته بما تعارفنا عليه من قِيَم متصلة به، أو صادرةٍ عنه.
لا يوجد مراجعات