أفلاطون: محاورتا ثياتيتوس وفايدروس أو عن العلم والجمال
تعد محاورة ثياتيتوس من أكثر محاورات أفلاطون حيوية وخصوبة وثراء في الأفكار، وذلك لأهمية الموضوع الذي تناولته، وهو طبيعة العلم. وقد كانت مشكلة المعرفة العلمية مشكلة ملحّة في العصر الذي كتب فيه أفلاطون هذه المحاورة. ومن أهم ما ناقشه أفلاطون في هذه المحاورة «النظرية الحسية» في المعرفة التي توحِّد بين العلم والمعرفة الحسية.
أما محاورة فايدروس فإنها من أهم المحاورات التي أظهرت لأفلاطون نظرية إيجابية في الفن وفلسفة الجمال. وليس هذا بالأمر الغريب على فيلسوف أثار مشكلة الفن في كتاباته منذ أكثر من ألفي عام، وكانت فلسفته ثمرة لفترة من أزهى عصور الفن على مدى التاريخ، وهو العصر الذي بلغت فيه التراجيديا والخطابة والنحت والتصوير مبلغ النضج والكمال.
ففي هذه المحاورة بالذات نجد تفسيرًا جديدًا للنموذج المثالي من الفن الأفلاطوني، وهو الفن المعبّر عن الوحدة المثالية للخير والجمال والحق، ذلك الثالوث الذي يكشف عنه الفنان في هوسه وإلهامه، كما يكشف عنه الفيلسوف في حدسه لعالم المُثُل وفي تجربة العشق القريبة من جذب الشعراء وإلهامهم.
لا يوجد مراجعات