محاكاة أشجار غارقة في النوم
ختار المترجم أن يقدم لنا باقة متجانسة إلى حد بعيد من القصائد لمجموعة من الشعراء الذين ينتمون لثقافة واحدة وبلد واحد ولغة واحدة. كما عمد إلى اختيار نصوص تحمل في جانب كبير منها سمات الجدة والغرابة وربما التمرد على جماليات الشعر المألوفة، حتى ما يدخل منها في إطار الشعر المرتبط بالحداثة والمدارس الشعرية الجديدة؛ إذ أنه ما من حركة شعرية تجديدية يمكن أن تكون بمأمن من الوقوع في مأزق النمطية والتنميط، لتخلق بالتالي كلاسيكيتها الخاصة بها.
ولأن اختيارات المترجم بصفة عامة ما هي إلا انعكاس ومرآة لميوله وتفضيلاته وقناعاته الجمالية، فلم يكن من المستغرب أن يختار صالح الخنيزي ما اختاره، لأنه شاعر يكتب النص الجديد الذي يحاول دائماً الحفر في مناطق غير مألوفة، والتحليق في فضاءات غير مطروقة. ولم تقف صعوبة بعض النصوص وكثرة الإحالات والحاجة إلى الهوامش فيها بينه وبين الإقدام على ترجمتها، مما يعكس عدم ركونه إلى السهل أو المستسهل من النصوص التي تمنح نفسها بدون مصاعب كبيرة للترجمة.
لا يوجد مراجعات