يوسف والرداء
«زين. يا زين»
هكذا جاء النداء النسائي الدافيء عبر أشجار الشاطىء الكثيفة وأوراق الخروع الكبيرة والليل. قال في المرة الأولى خلته حلمًا، الصوت، وعندما تكرر لم أنم. قال في الغريب إنها امرأة جاءت صبية وأخوها ليفعلا شيئًا. هنا نزل زين إلى الماء إلا أنه لم يعد. وهى تأتي كل يوم بصرتها التي لم تتغير، تنادى وهى واقفة، مرة، ثم تجلس حتى يوشك ضوء النهار أن يفضح الشاطئ، وتنصرف. عشرون عامًا وهى تفعل ذلك. قال، في الأيام الاولى لم يكن لي من هم إلا انتظار النداء، مع الوقت لم أعد حتى أسمعه. لولا وجودك الآن ما فكرت فيه. ليس عليك أن تبذل جهدًا لتعتاد مثل هذا المأوى الجديد. بل أن كل ما عليك هو أن تستسلم رويدًا إلى ما يشبه الغيبوبة، حتى تعتاد عليه، وعلى كل شئ آخر.
لا يوجد مراجعات