طقس سيء
كان محتملاً أن يكون أحد الزوجين قد شعر، لحظة وجوب العودة إلى باريس في الحادي والثلاثين من أغسطس، بنفورٍ لا يمكن تخطّيه. وتحت ذريعة ما ابتعد عندئذٍ عن المنزل وانطلق إلى الريف أو نزل إلى القرية يحدوه الأمل الغامض بأن يحدث شيء ما يمنعه من العودة إلى باريس. لا بدّ أنّ حزنه في تلك اللحظة كان هائلاً، حسب رأي العمدة. وعندئذٍ كان يحدث ألّا يُرى من جديد إلّا لاحقاً، بعد فترة قصيرة، وقد صار دائم التعلّق بالقرية، متّخذاً هذه الهيئة اللطيفة التي كان يرى هرمان عبرها زوجة ألفريد. كان الزوج المهجور أو الزوجة المهجورة يبقيان عموماً في القرية. بعضهم عادوا ولكنّ الروح المعاندة لم تكن تعود إلى باريس. كانت تختبئ في القرية أو في زاوية ما ساكنة من النجد، وتعلن ظهورها أو تمتنع عنه. وأطباع هذه الكائنات كانت مختلفة. لم تكن تزعج أحداً. نعم كانت محبوبة. وما الذي يدعو للكلام عنها بالسوء ما دامت على هذا الخفر؟ أكّد العمدة أنّ الأهالي كانوا يتناسونها كما يتناسون المطر والحجارة والأعشاب البريّة النابتة على الدروب.
لا يوجد مراجعات