ما لم يقله ابن خلدون
لم يُوظِّف ابن خلدون نظريته في «العصبية» بشكل واضح في ثنايا كتابه في التاريخ، «العبر وديوان المبتدأ والخبر»، لكنه بسط عناصرها في مقدمته الشهيرة. أما المثقف العربي فقد فاته منذ تعرَّف على ابن خلدون، أن يستثمر أفكار هذا المفكر العملي في الواقع الميداني وفق منهج يستنزلها به على أحداث التاريخ وتحولات الحاضر، بعيدًا عن التجريد.
يُعالج هذا الكتاب الوجه الآخر لـ «قانون العصبية»، وهو ما سمَّاه «قانون الفراغ»، الذي يبحث في العلل الخفية، غير المادية، وراء عملية قيام الدول والجماعات وانهيارها؛ فينظِّر له ويُتبع هذا التنظير دراسات حالة -على امتداد فصول الكتاب- في تاريخ الإسلام واتساع رقعة دوله شرقًا وغربًا إلى سقوط الدولة العثمانية. وذلك بهدف الانتقال بصرح ابن خلدون إلى حقل التنظير العملي لاستيعاب تحولات الماضي والحاضر واستشراف المستقبل.
لا يوجد مراجعات